في قول القائل عند انشاء هاتين القاعدتين: (إذا جاوزت عن محل شئ فشكك فيه ليس بشئ سواءا كان في أصل وجوده أم في صحته وسواءا كان في اجزاء عمل واحد أم في أمور مستقلة.
وهل ترى فرقا بين ان يضيف إلى كلامه قوله (سواء الخ) وبين ان يضمر ذلك في نفسه من غير تصريح به في الكلام؟ أوليس قوله (سواء الخ) توضيحا للاطلاق المراد من كلامه السابق، وهل هو انشاء جديد مذكور في ذيل الكلام غير ما هو مذكور في صدره؟ كلا وهذا أمر وجداني لا يرفع اليد عنه ببعض السفسطات الباطلة، كيف وقد عرفت ان اللحاظ الاجمالي حين الانشاء، أو استعمال اللفظ، كاف قطعا ولا حاجة إلى اللحاظ التفصيلي كي يقع الكلام في عدم امكان المتعدد منه في استعمال واحد.
هذا مضافا إلى أن آن استعمال اللفظ ليس آنا حقيقيا عقليا، وليس استعمال اللفظ في المعنى من قبيل فناء العنوان في المعنون والمرآة في المرئي كما توهم (فإن هذه كلها استحسانات زائفة لا قيمة لها عند أبناء المحاورة إذا رجعنا إليهم، وكثير منها من قبيل خلط الحقائق بالاعتباريات، والأمور العقلية بالأمور العرفية، وتوضيح ذلك أكثر مما ذكر موكول إلى محله (1).