هذه الأشياء تظهر بالمشرق قبل المغرب، وإلا فقد نص الامام على أن الزوال في الدنيا واحد. وهذا واضح.
باب ميراث أهل الملل جمع ملة بكسر الميم. وهي الدين والشريعة. قال تعالى: * (إن الدين عند الله الاسلام) * [آل عمران: 19]. وقال: * (ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا) * [النحل:
123]. واختلاف الدين من موانع الإرث. ف (- لا يرث المسلم الكافر) لحديث أسامة بن زيد مرفوعا: لا يرث الكافر المسلم ولا المسلم الكافر (1) متفق عليه (إلا بالولاء) فيرث المسلم عتيقه الكافر. لقوله (ص): لا يرث المسلم النصراني إلا أن يكون عبده أو أمته (2) رواه الدارقطني عن جابر، لأن ولاءه له بالاجماع، وهو شعبة من الرق، فورثه به كما يرثه قبل العتق (ولا) يرث (الكافر المسلم إلا بالولاء) فيرث الكافر عتيقه المسلم بالولاء قياسا على عكسه لما تقدم (أو يسلم) الكافر (قبل قسم ميراث قريب مسلم) لقوله (ص): من أسلم على شئ فهو له (3) رواه سعيد في سننه من طريقين عن عروة وابن أبي مليكة عن النبي (ص) وروى أبو داود وابن ماجة بإسنادهما عن ابن عباس قال: قال (ص): كل قسم قسم في الجاهلية فهو على ما قسم. وكل قسم أدركه الاسلام فإنه على قسم الاسلام (4) وروى ابن عبد البر في التمهيد عن زيد بن قتادة العنبري أن إنسانا من أهله مات على غير دين الاسلام، فورثته أختي دوني. وكانت على دينه. ثم إن جدي أسلم وشهد مع النبي (ص) حنينا فتوفي فلبثت سنة، وكان ترك ميراثا، ثم إن أختي أسلمت فخاصمتني في الميراث إلى عثمان، فحدثه عبد الله بن أرقم أن عمر قضى أنه من أسلم على ميراث قبل أن يقسم فله نصيبه. فقضى به عثمان فذهبت بذلك الأول وشاركتني في هذا وهذه قضية انتشرت ولو تنكر. فكان الحكم فيها كالمجمع عليه. والحكمة في ذلك الترغيب في الاسلام