وهذا الثناء العاطر الذي سمعناه عن العلامة على أبناء زهرة في القرن الثامن يوقفنا على أن ذلك البيت العلوي لم يزل باقيا على ذروة العلم وكان كشجرة طيبة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها إلى حد نرى إن العلامة الحلي، يتواضع للمستجيز، ويعد سؤاله، أمرا صادرا منه، فإذا كان هذا حال البيت في الأثمار والإضاءة في القرن الثامن فكيف حاله في عصر المؤلف وبعده ولذلك نشير إلى شخصيات متعاصرة للمؤلف كلهم من نتاج بيته الرفيع.
أقطاب الطائفة في عصر المؤلف 1 - الشريف زهرة بن علي بن زهرة بن الحسن الحسيني وهو أخو الشريف أبي المكارم مؤلفنا الجليل. قال المقريزي في خططه:
أنشد الشريف زهرة بن علي بن زهرة بن الحسن الحسيني وقد اجتاز بالمعشوق يريد الحج:
قد رأيت المعشوق وهو من المهجر * بحال تنبو النواظر عنه أثر الدهر فيه آثار سوء * قد أدالت يد الحوادث منه و " المعشوق " كما في معجم البلدان: قصر عظيم بالجانب الغربي من دجلة قبالة سامراء في وسط البرية عمره المعتمد. (1) 2 - عبد الله بن علي بن زهرة أخوه الآخر ولد عام 531 وتوفي عام 580.
وقد قرأ النهاية على أخيه أبي المكارم، وله من التأليف، التجريد لفقه الغنية عن الحجج والأدلة، ولعله لخص كتاب أخيه " الغنية " الذي يزفه الطبع إلى القراء، وله ترجمة في غير واحد من الكتب. (2)