علما أن هذه العبارة قد أخذها العلامة المحقق من كتاب تنزيه الصفوة وقد أشار إلى ذلك (1)..
بناء على ما مر، يتضح عدم جدوى النظر في النصوص التي حشدها " الكاتب " للعلماء الأعلام لأنها خارجة عن الموضوع محط النظر ومحل الإشكال، إذ أن هؤلاء الأعلام لم يتحدثوا، لا من قريب ولا من بعيد، عن عدم وجود بدائل أخرى للتوالد وامتداد النسل، ولم يحصروا الأمر بطريق واحد بما يوحي بنوع من المصادرة لقدرة الله سبحانه وتعالى.
ومن الشواهد اللطيفة على هذا الأمر ما نقله العلامة الطباطبائي (قده) في تفسيره عن نهج البيان عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن الباقر (ع) قد قال له عندما سأله من أي شيء خلق الله حواء، وأن اليهود يقولون أنه تعالى خلقها من ضلع آدم. قال عليه السلام: كذبوا، أكان الله يعجزه أن يخلقها من غير ضلعه (2).
ترى إن كان القول: إن الله خلق حواء من ضلع آدم استلزم هذا الرد من الإمام (ع) بأن في هذا القول انتقاصا من قدرة الله، فماذا كان سيقول (ع) لو سمع صاحب " من وحي القرآن "؟!!.
ونترك للقارئ تصور طبيعة الإجابة، كما ونترك " للكاتب " تصور ذلك، وإن كنا نخشى أن يستنكر على الإمام الصادق (ع) تكذيبه لليهود باعتبار أن هذه المقولة لا جرأة فيها!! وأن يعمد إلى استعراض آراء المفسرين حول قدرة الله على خلق حواء من ضلع آدم (ع) للاستشهاد على صحة مقولة اليهود وإن كان الموضوع في محل والإشكال في محل آخر!!!!.