وانطلاقة البشرية من خلالها " (1).
ولذا ذكر رواية الصدوق (قده) عن الإمام الصادق (ع) التي يقول فيها: " ولم يكن له من القدرة ما يخلقهم من الحلال؟!.. " (2).
إذن فمورد الإشكال كما ترى هو: في مصادرة كلام صاحب " من وحي القرآن " لقدرة الله سبحانه وتعالى!!!.
وعليه: يظهر الفرق واضحا جليا بين ما تقدم من كلام العلامة المحقق وبين ما حشده " الكاتب " من أقوال العلماء التي استشهد بها على أمر لم يكن موردا للبحث أصلا.
وللمزيد من التوضيح نقول:
لنفرض أننا سألنا العلامة الطباطبائي (قده): كيف امتد النسل من ولد آدم عليه السلام؟.
لأجاب: لقد تزوج الإخوة بالأخوات، ولا مانع - حسب رأيه طبعا - من ذلك لأن الله تعالى حلله ثم بعد ذلك حرمه، لا سيما أنه حكم تشريعي يعود لله وحده الحكم فيه وتشريعه أنى ومتى وكيفما شاء...
ولو سألناه: ألم يكن هناك طريق آخر لامتداد النسل؟.
لأجاب: إن الله قادر على كل شيء فالذي خلق آدم عليه السلام من تراب قادر على أن يخلق غيره منه ومن غيره بل من لا شيء} إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون {فالأمر لا يتعلق بالإمكان بل بما كان وبما وقع، وبالتالي: رغم وجود طرق أخرى إلا أن المشيئة الإلهية والحكمة الربانية قد تعلقت بخصوص هذا الطريق دون سواه..