الميزان.. " ومن المعلوم أن من يستعمل لفظ: " راجع.. " إنما يقصد بذلك أن النص مأخوذ بمعناه لا بحرفيته..
2 - وما يؤكد أخذ النص بالمعنى هو إقحام العلامة المحقق لعبارة: " وأيد رحمه الله ذلك ببعض الشواهد " ولا يخفى أن الذي يقحم هذه العبارة لا يكون في وارد نقل نص حرفي.
3 - ولأن " الكاتب " يدرك هذا الأمر جيدا عمد إلى حذف العبارة الآنفة الذكر من نص العلامة المحقق فراجع..
4 - إن " الكاتب " " الأمين " توقف في نقل نص " خلفيات " عند عبارة: " فلا توجد خطيئة.. " ولم يكمل العبارة، والسبب كما هو واضح هو: لكي يقول: " الجملة الأخيرة: فلا توجد خطيئة لم يقلها العلامة الطباطبائي، بل على العكس من ذلك تماما، حيث أنه صرح بحصول الخطيئة.. " أما تكملة عبارة " خلفيات " فهي: ".. فلا توجد خطيئة، ولا حكم ولا غير ذلك في عالم الشهود " فالتفت لقوله: " في عالم الشهود ".
وعليه، فالخطيئة التي تحدث عنها العلامة المحقق ونسب لصاحب الميزان إنكار حصولها إنما هي " الخطيئة في عالم الشهود " وهذا واضح في كلام العلامة الطباطبائي الذي اعتبر أن الحادثة لم تقع في عالم المادة، وهو عالم التكليف، إنما وقعت في " هذا الظرف من التمثل، ولا تكليف هناك ".
بعد ما مر نسأل " الكاتب ": ما الفرق بين ما ذكره العلامة المحقق من رأي صاحب الميزان بأن لا خطيئة في عالم الشهود، وبين ما ذكره " الكاتب " نفسه قبل قليل، وهو الذي تمنينا على القارئ حفظه واستذكاره وهو قوله: " هذه المقولة تعبر عن الاتجاه الرائع في التفسير الذي ينزه داود عليه السلام عن أي خطأ في الحكم في عالم التكليف والمسؤولية.. "؟! (1).