ديارا} ولو رضي في ابنه بذلك رضي بمثله في امرأته " (1).
ثم قال (قده): ما نقله الكاتب عنه: أعني قوله:
" ولذلك لم يجترئ (ع) على مسألة قاطعة " إلى قوله: " امرأته الكافرة فقط.. " ولم يكمل نص الطباطبائي (قده) الذي يقول فيه:
".. فاستعاذ إلى ربه مما كان من طبع كلامه أن يسوقه إليه وهو سؤال نجاة ابنه ولا علم له بحقيقة حاله " (2).
إذن، خلاصة رأي العلامة الطباطبائي، ليس كما حاول الكاتب إظهاره، فإن قوله: {وأهلك} ليس فيها غموض، بل كانت واضحة لديه (ع) بأنها لا تشمل الكافرين، ولذلك علم بخروج امرأته من الوعد. وإنما الأمر، بالنسبة للعلامة الطباطبائي (قده) أن نوحا (ع) كان يظن أن ابنه من الناجين بسبب عدم ظهور كفره بدعوته وبالتالي " ليس من الكافرين فيشمله الوعد الإلهي بالنجاة " ولو كان نوح (ع) يعلم بكفره، فلا يمكن لنوح (ع) على حد تعبير الطباطبائي أن يرضى " بنجاة ابنه.. ولو رضي في ابنه بذلك لرضي بمثله في امرأته "، لأن نوحا (ع) لم يكن " لينسى وحي ربه: {ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون} ".
وهذا الأمر يؤكد عليه العلامة الطباطبائي في موضع آخر من تفسيره (ج 10 ص 232 و 233) هذا الموضع الذي أخذ منه " الكاتب " نصا لكنه عمد من جديد لممارسة رياضة القفز فوق النصوص متجاهلا تأكيدات صاحب (الميزان) لما تقدم (ج 6) وها هو الطباطبائي (قده) يقول:
" قوله تعالى: {ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي، وإن وعدك هو الحق وأنت أحكم الحاكمين} دعاء نوح (ع) لابنه الذي تخلف عن ركوب السفينة وقد كان آخر عهده به يوم ركب السفينة، فوجده في معزل، فناداه،