لقد قام " الكاتب " بالقفز فوق النص التالي للعلامة الطباطبائي الذي يقول فيه:
" لا ريب أن الظاهر من قول نوح (ع) أنه كان يريد الدعاء لابنه بالنجاة غير أن التدبر في آيات القصة يكشف الغطاء عن حقيقة الأمر بنحو آخر.
فمن جانب، أمره الله بركوب السفينة هو وأهله والمؤمنون بقوله:
{واحمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن} (هود: 40) فوعده بإنجاء أهله واستثنى منهم من سبق عليه القول، وقد كانت امرأته كافرة كما ذكرها الله في قوله تعالى: {ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط} (التحريم: 10) وأما ابنه فلم يظهر منه كفر بدعوة نوح، والذي ذكره الله من أمره مع أبيه وهو في معزل إنما هو معصية بمخالفة أمره (ع) وليس بالكفر الصريح، فمن الجائز أن يظن في حقه أنه من الناجين لظهور كونه من أبنائه وليس من الكافرين فيشمله الوعد الإلهي بالنجاة..
ومن جانب قد أوحى الله تعالى إلى نوح (ع) حكمه المحتوم في أمر الناس كما قال: {وأوحى إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك..}.. " (1).
ثم قال (قده) ما ذكره " الكاتب " فيما مر حتى قوله: ".. فكأن هذه الأمور رابته (ع) في أمر ابنه.. ".
ثم عمد " الكاتب " " الأولمبي " إلى ممارسة القفز حيث قفز من فوق قوله (قده): " ولم يكن نوح (ع) بالذي يغفل من مقام ربه وهو أحد الخمسة أولي العزم سادات الأنبياء، ولم يكن لينسى وحي ربه: {ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون} ولا ليرضى بنجاة ابنه، ولو كان كافرا ماحضا في كفره، وهو (ع) القائل فيما دعا على قومه: {رب لا تذر على الأرض من الكافرين