وليلاحظ أيضا كيف عمد " الكاتب " وبطريقة مذهلة حقا لا تخلو من دهاء لربط هذه المفردات ببعض الكلمات من أفعال وأسماء وضمائر لتشكل بمجموعها فكرة واحدة، وسياقا واحدا، وكأن " الكاتب " خبير في " حل الأحاجي " أو " الكلمات المتقاطعة " " والتأليف بين المختلفات.. " وقد يسأل القارئ فيقول: ولكن ما المشكلة في ذلك؟
فنجيب: في الحقيقة أن ثمة تحريفا سافرا وتضليلا ظاهرا يمارسه " الكاتب " " بخفة " " وشطارة " سنبينه فيما يلي:
إن عبارة " يستحق القتل " هي لصاحب " من وحي القرآن " لكن العبارة التي دسها " الكاتب " قبلها أي " وإن كان هذا القبطي " هي من تلك المفردات التي وضعها " الكاتب " لربط تلك النصوص الحرفية ببعضها لجعل العبارة، كالتالي:
" وإن كان هذا القبطي يستحق القتل "!!.
وهنا الجريمة النكراء، حيث أوهم القارئ بأن " السيد " يجزم بأن القبطي كان مستحقا للقتل!! بينما صاحب " من وحي القرآن " تردد بالجزم باستحقاق القبطي للقتل بكلمة: " ربما " مما يعني احتمال أن يكون غير مستحق للقتل، وهذا نص صاحب " من وحي القرآن " الحرفي نضعه بين يدي القارئ ليرى بأم عينيه إلى أي مدى ذهب هذا " الكاتب " في ممارسة التحريف والتضليل والاستخفاف بعقول الناس الأبرياء الذين يأخذون عنه ما يقدمه لهم أخذ المسلمات ظنا منهم أنهم أمام " كاتب " نزيه مفرط في النزاهة وموضوعي حاد في الموضوعية وحيادي بالغ في الحيادية، ليس في مقام الدفاع عن أحد وإن كنا نعتقد أن الكثير من الناس ليس له عليهم سلطان.
يقول صاحب " من وحي القرآن ": ".. لا لأنه فعل حراما، فلم يكن متعمدا للمسألة، وربما كان هذا الشخص يستحق القتل " (1).