معنى قوله في الوعد {وأهلك} أن المراد به الأهل الصالحون وليس الابن بصالح، وقد قال تعالى من قبل {ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون} وقد أخذ نوح (ع) بظاهر الأهل وأن المستثنى منهم هو امرأته الكافرة فقط.. " (1).
وبعد أن نقل " الكاتب " هذه النصوص من تفسير الميزان (ج 6 ص 266) عمد إلى نقل نص آخر من جزء آخر هو (ج 10 ص 233) حيث يقول:
" وفي موضع آخر في الميزان يقول الطباطبائي:
وكانت الجملتان {إن ابني من أهلي} و {إن وعدك الحق} ينتجان بانضمام بعضهما إلى بعض الحكم بلزوم نجاة ابنه لكنه (ع) لم يأخذ بما ينتجه كلامه من الحكم أدبا في مقام العبودية فلا حكم إلا لله.. " (2).
هذا كل ما نقله " الكاتب " من تفسير الميزان ووضعه تحت عنوان:
" تفسير الميزان: غموض {وأهلك} " 138.
الملفت هنا أنه عمد إلى تقطيع أوصال كلام الطباطبائي (قده) وحذف ما طاب له منه ليؤكد ما طرحه قبل ذلك مما تمنينا على القارئ حفظه بأن قوله تعالى: {من سبق عليه القول} لم تكن واضحة " ومشخصة لدى نوح (ع) وكان يتوقع أن ابنه خارج عنهم.. في الوقت الذي كان متيقنا بأن زوجته مصداق لذلك ".
لكن هذه الدعاوى المبهمة من " الكاتب " لتصويب كلام صاحبه لن تنطلي على أحد ولتوضيح ذلك نلقي الضوء على الرأي الحقيقي للعلامة الطباطبائي (قده) ذلك الرأي الذي حذف " الكاتب " جوهره.