صاحب " من وحي القرآن " ينفي فيها " أن يكون ذلك تأنيبا أو توبيخا " (1).
وأمام هذا الركام من الاتهامات التعسفية والظالمة التي ألفناها من " الكاتب "، لا بد من كشف النقاب عن حقيقة هذه المسألة؛ فنقول:
1 - إن السطر ونصف السطر التي ذكر " الكاتب " بأن العلامة المحقق قد حذفها، لم تخل بالنص أبدا إذ لم تحول النص إلى تقرير وإثبات بعد أن كان سؤالا واستفهاما والنص الحرفي الذي ورد في " خلفيات " هو:
" كيف يمكن له (أي نوح (ع)) أن يعيش لحظة الضعف أمام عاطفة النبوة، ليقف بين يدي الله، ليطلب منه إنقاذ ولده الكافر من بين كل الكافرين؟!
وكيف يخاطبه الله بكل هذا الأسلوب الذي يقطر بالتوبيخ والتأنيب؟..
ويمكن لنا أن نجيب عن ذلك:... " (2).
ومن الواضح لكل أحد أن العلامة المحقق لم يغير في طبيعة النص. إذ أن صيغة التساؤل لا تزال واضحة في النص، ولم يزعم العلامة المحقق بأن الجزء الأول من النص (الاستفهام) هو تقرير من قبل صاحب " من وحي القرآن ".
هذا فضلا عن أن العلامة المحقق قد ذكر إجابة " السيد " على هذا التساؤل وهي خصوص عبارة: " ويمكن لنا أن نجيب على ذلك " وعليه فلا حذف مخل في البين.
ولكن " الكاتب "، ولغاية في نفسه قضاها، استغل اختصار النص من قبل العلامة المحقق وتمسك بذلك ليموه على طبيعة إجابة صاحب " من وحي القرآن " وبالتالي إنكار نسبة هذه المقولة إليه.