عن والده: " أنه بعث بعد أن تزوج من ابنة شعيب (ع) وفي طريق عودته إلى مصر " (1).
على أننا لا يمكن أن نلوم ولده، لأنه إنما ينقل ما علمه إياه أبوه وإن كان قد ظهر من النص دقة من الولد غابت عن الوالد، إذ عبر الأول " بالبعثة " في حين سأل الثاني عن " النبوة ".
وعلى أي حال، فإن كان هذا الوالد " المعلم " لا يعلم الفرق بين النبوة والبعثة، فلا لوم على الابن " التلميذ " إذ مما لا يخفى على كل متعلم بصير أن البعثة، لا تلازم النبوة، فيمكن أن يكون نبيا قبل أن يبعثه الله رسولا بسنوات كثيرة، بل يمكن أن يكون نبيا منذ ولادته وقد بعث نبينا محمد (ص) رسولا في الأربعين، وبعث موسى (ع) رسولا حينما عاد من مصر، وغير ذلك..
وقد قال العلامة الطباطبائي (قده) في معرض شرحه لقوله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن..} " فكان نبيا وكان يصلي، ولما ينزل عليه قرآن، ولا نزلت بعد عليه سورة الحمد، ولما يؤمر بالتبليغ " (2).
ولعل " الكاتب " يسأل، ولا غرابة، إن آيات موسى (ع) توحي بأنه تلقى الوحي لأول مرة إذ يقول: {إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك في الواد المقدس طوى * وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى} (3).
والجواب: إن الله يوحي لأنبيائه بأكثر من طريقة، ومن غير المستبعد أن يكون الوحي قبل البعثة قد كان من قبيل الإلهام والنكت في القلب، أما عند البعثة فيوحي إليهم بواسطة الملك أو التكليم، أو بغير ذلك..
وقد يبدي " الكاتب " استغرابه من هذا الكلام لأن بعض الروايات عن أهل البيت (ع) تذكر النبوة لا البعثة، كالرواية التي نقلها " الكاتب " عن أمير