أولا: لأن صاحب " من وحي القرآن " قد صرح في شرحه لمعنى الضلال بأنه الجهل " بالنتائج السلبية " المترتبة على القتل كما تقدم.
ثانيا: لأن النص الذي أورده " الكاتب " كشاهد على ما حاول إثباته، إنما كان شرحا لمعنى قوله تعالى: (قال رب ظلمت نفسي فاغفر لي) وليس شرحا لمعنى " الضلال " أصلا.
ثالثا: إن النص الذي زجه " الكاتب " في دليله على هيئة تقرير وإثبات لقول صاحب " من وحي القرآن ": ولهذا شعر " بالخطأ غير المقصود الذي كان لا يجب أن يؤدي إلى ما انتهى إليه.. " (1)، لم يرد في كتاب (من وحي القرآن) بصورة التقرير وإنما على هيئة الاستفهام، والنص الحرفي هو:
" ولكن هل كان يشعر بالذنب لقتله القبطي.. باعتبار أن ذلك يمثل جريمة دينية في مستوى الخطيئة التي يطلب فيها المغفرة من الله.. أو أن المسألة هي أن يشعر بالخطأ غير المقصود والذي كان لا يجب أن يؤدي إلى ما انتهى إليه.. " (2).
وبعد أن رجح الاحتمال الثاني (3)، شرع صاحب " من وحي القرآن " في تقديم مبررات هذا الترجيح التي منها: أنه (ع): " لم يكن من همه أن يدخل في المعركة، بل كان كل همه أن يدافع عن الإسرائيلي، ويخلصه من بين يدي القبطي.. ولم تكن النتيجة مقصودة له ولكنه كان يفضل أن لا يحدث ما حدث " (4).