المؤمنين (ع) والتي ذكر فيها (ع): " أن موسى بن عمران خرج يقتبس لأهله نارا، فكلمه الله عز وجل فرجع نبيا.. " (1).
ولكن هذا الاستغراب، لا داعي له وذلك للأسباب التالية:
أ - أن الكثير من الروايات تتحدث عن البعثة لا النبوة فلتراجع في مظانها.
ب - إن سبق النبوة على البعثة أمر معروف في الأنبياء، بل أن عيسى (ع) قد كان نبيا منذ ولادته، فهو يقول:
{آتاني الكتاب وجعلني نبيا..}.
وقال رسول الله (ص):
" كنت نبيا وآدم بين الطين والماء " وقال أمير المؤمنين (ع) أيضا:
" كنت وليا وإماما وآدم بين الطين والماء " وغير ذلك كثير.
ج - بالنسبة لجل ما يظهر من تعارض بين الروايات التي تحدثت عن النبوة، كالرواية التي ذكرها " الكاتب " وبين الروايات التي تحدثت عن البعثة أو الرسالة نقول:
إن الأئمة (ع) تارة يتحدثون عن النبوة كما في قول نبينا (ص): أنه تنبأ وعمره أربعون سنة، مع أنه قد بعث رسولا في الأربعين، وكذا الحال فيما جاء بالنسبة لموسى (ع): " فكلمه الله عز وجل، فرجع نبيا " فإن المراد أن نبوتهم ظهرت للناس وشاهدوها في هذا الحين.
ومن هنا نرى دائما الأمر الإلهي لأنبياء (ع) بالخروج إلى القوم ودعوتهم للتوحيد: {وأنذر عشيرتك الأقربين} {إذهب إلى فرعون أنه طغى} وقد أطلق الأئمة (ع) في بعض ما ورد عنهم على هذا الأمر كلمة " النبوة " وذلك