ومهما يكن من أمر، يبدو أن " الكاتب " قد نسي وصفه لرأي العلامة المحقق هناك بأنه من أضعف الآراء حيث عاد ليقول هنا: " ألم تذهبوا - أنتم - إلى أن هذا الأسلوب من أساليب الحوار والمجادلة والإقناع ".
فسبحان الله مقلب القلوب والأبصار، كيف أضحى رأي العلامة المحقق باعتراف " الكاتب " نفسه من أقوى الآراء وأفضلها، بعد أن كان من أضعفها!!.
واستحضر في هذا المقام قول أمير المؤمنين (ع): " ما أضمر امرؤ شيئا إلا وظهر في فلتات لسانه "، هذا حتى لا نقول: لا حافظة لكذوب..
وبعد كل ما تقدم يريدنا " الكاتب " أن نصدقه فيما يدعيه، ويريده ويتمناه في مقدمة كتابه هذا، من أن لا تفهم رسائله هذه على " أنها دفاع عن (السيد) الشخص أو عن مواقفه في كل ما جاء به من تفسير واختاره من اتجاه، وتبناه من قول ورأي " (1).
ويريد منا أيضا أن نصدقه فيما ادعاه من أن كتابه هذا يهدف إلى " تفعيل حركة النقد " و " الممارسة النقدية " التي لها " دور كبير وفاعل في تكامل الأفكار وتواصلها وتطويرها " ثم بعد ذلك ينظر بقوله: " إن هناك شروطا وضوابط وأخلاقيات للممارسة النقدية، والتعامل مع معطيات الفكر الآخر، لا بد من توفرها لتعطي حركة الحوار والجدال والنقد أهدافهما الأساسية ونتائجها الإيجابية " (2).
وثمة مفارقة أخرى هنا وهي قوله: إن " السيد " أثبت " بضرس قاطع الاحتمال الثاني فحسب " فلماذا لم يحمل على " السيد " هذا القطع والجزم، ولم يستحضر له ما ذكره سابقا عن المنهج الإحتمالي في التفسير الذي نسبه إلى الإمام الخميني (قده).