وحي القرآن "، اعتباره أن قتل القبطي " قد يكون ناشئا من الوسوسة الخفية فيما تصنعه من حالة الإثارة التي تعود إلى ذلك " (1).
ومقتضى هذا التفسير، أن الإشارة في كلمة " هذا " الواردة في قوله تعالى: {هذا من عمل الشيطان} تعود للقتل لا للاقتتال.
لكن هذا الكلام يناقض ما ذكره صاحب " من وحي القرآن " في تفسيره لسورة القصص، حيث اعتبر أن كلمة " هذا " إشارة إلى الاقتتال لا القتل (2).
وأمام هذا التناقض المألوف من صاحب " من وحي القرآن "، وكثيرا ما يظهر متناقضا، حاول " الكاتب " التملص من هذا التناقض وتوجيهه، فعمد إلى تلفيق " سيناريو " لا يخلو من ابداع، وذلك عندما اتهم العلامة المحقق بأنه لجأ إلى موضع آخر من كتاب " الوحي " وهو الجزء 19 الذي يقطع " الكاتب " فيه بأن صاحبه لم يكن " بصدد تفسير آية سورة القصص، إنما كان بصدد مناقشة العلامة الطباطبائي الذي يقول بتأثير الشيطان على النبي أيوب (ع) جسديا " (3) معتبرا أن " السيد " في هذا المورد " قال: بالرأي الآخر في تفسير {هذا من عمل الشيطان} تنزلا، فذكر التفسير المعروف والمشهور والذي يذهب إليه العلامة الطباطبائي وغيره من المفسرين " (4).
ونقول: إن كلام هذا " الكاتب " بعيد عن الصواب وذلك بملاحظة ما يلي:
1 - لقد كان صاحب " من وحي القرآن " يناقش العلامة الطباطبائي (قده) في رأيه بتأثير الشيطان على النبي أيوب (ع) جسديا، حيث عمد إلى رفض هذا الرأي من منطلق أن الشيطان إنما يهدف من خلال وسوسته التأثير