1 - إن رأي " السيد " الذي استقر به ورجحه هو من أفضل الآراء وهو الاتجاه الذي يذهب إلى أن إبراهيم عليه السلام قال: (هذا ربي) على سبيل المجادلة والمناظرة، لا النظر، وأنه كان مجرد " محاكاة إستعراضية إيحائية للأجواء المحيطة به.. في محاولة إيحائية لمن حوله بسخافة هذه العقائد وتفاهتها ".
2 - إن الرأي الآخر الذي استوجهه " السيد " وإن لم يختره دلت عليه الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام، واستوجهه أعلام التفسير الشيعة على مدى قرون، فلم يكن الشريف المرتضى أولهم، ولا العلامة الطباطبائي آخرهم.
3 - الرأي الذي اخترتموه، والذي يذهب إلى أن إبراهيم عليه السلام في قوله (هذا ربي) كان في مقام الإستنكار والاستهزاء يعد من أضعف الآراء في المسألة ولا ينسجم مع ظواهر الآيات والسياق " (1).
ولا شك أن القارئ قد التفت إلى المفارقة الظاهرة في كلام " الكاتب " هذا، عن أن صاحب " من وحي القرآن " قد استقرب ورجح أن إبراهيم كان في مقام المجادلة والمناظرة، وأن هذا أسلوب رائع من أساليب الحوار، في الوقت الذي اعتبر فيه أن العلامة المحقق قد اختار وتبنى مقولة الإنكار والاستهزاء، وقد بينا في حينه أن هذا تضليل من الكاتب لأن العلامة المحقق إنما اختار مقولتي:
" المجادلة والمناظرة "، و " الإنكار والاستهزاء " معا ومن شاء فليراجع كلامنا هناك..
على أنه لا مانع من الالتزام بالمقولتين معا، لأنهما في الحقيقة تعودان إلى أمر واحد، لأن الذي يكون في مقام المجادلة والمناظرة " لإظهار سخافة عقائد قومه وتفاهتها " على حد تعبير صاحب " من وحي القرآن " يكون في الحقيقة في مقام الإستنكار والاستهزاء.