مدعيا، أن " السيد " قد جزم بعد ذلك بنفي هذا الاحتمال، " وأثبت بضرس قاطع الاحتمال الثاني فحسب " (1).
ثم تساءل " الكاتب ": " لماذا لم يجزم صاحب " من وحي القرآن " ويحسم الأمر من أول وهلة.. بل قال إننا نرجح الاحتمال الثاني " (2).
وأجاب: ".. هذا أسلوب رائع من أساليب الحوار والمجادلة والإقناع، يستعمله حتى الأنبياء والمرسلون عليهم السلام. ألم تقرأوا قصة إبراهيم (ع) في رؤيته للنجم والقمر.. ألم تذهبوا - أنتم - (يقصد العلامة المحقق) إلى أن هذا الأسلوب هو من أساليب الحوار والمجادلة والإقناع " (3)!!
وليلتفت إلى قوله: " ألم تذهبوا.. إلخ " حيث يثبت هذا " الكاتب " بهذا القول ما نفاه عن العلامة المحقق في الفصل الثالث من هذا الكتاب..، ولعل حافظته قد خانته هنا فنسي ما رتبه على هذا النفي هناك من آثار كما سترى.
وقد يسأل القارئ: أين المشكلة في هذا الكلام فيما نحن فيه من قضية موسى (ع) وقتله القبطي، سواء على فرض أثبت " الكاتب " للعلامة المحقق أنه ذهب إلى هذا الأسلوب من الحوار، أم نفاه عنه؟.
فنقول: مع القليل من التأمل، سيكتشف القارئ زيف ادعاءات " الكاتب " " بالنزاهة المفرطة " " والحيادية البالغة " و " الموضوعية الصرفة "، وبأنه ليس في مقام الدفاع عن أحد.
ولبيان ذلك، لا بد من العودة إلى الوراء قليلا، وتحديدا إلى الفصل الثالث المتعلق بخليل الله إبراهيم (ع) حيث يقول " الكاتب " هناك: " وخلاصة القول في قصة إبراهيم عليه السلام: