الأخشيد: " إن هذا أمر يتغير بالعادة ويجوز أن تكون العادة في ذلك الوقت أنه إذا أراد الإنسان أن يعاتب غيره لا على وجه الهوان، أخذ بلحيته وجره إليه " وقد علمت أن هذا قول السيد المرتضى علم الهدى (قده) والطبرسي (قده)..
أما القول الثاني فهو أنه (ع) " إنما أخذ برأسه ليسر إليه شيئا أراده " (1).
ولا مانع في هذا الوجه، فإنه ليس فيه طعنا بالنبي (ع).
أما ما ورد في سورة " طه " فقد ذكر الطوسي (قده) أيضا أن في الآية قولين: " أحدهما: إن عادة ذلك الوقت أن الواحد إذا خاطب غيره قبض على لحيته كما يقبض على يده في عادتنا والعادات تختلف، ولم يكن ذلك على وجه الاستخفاف. والثاني: أنه أجراه مجرى نفسه إذا غضب في القبض على لحيته، لأنه لم يكن يتهم عليه، كما لا يتهم على نفسه " (2).
ولا شك أن القارئ قد التفت إلى قوله (قده): " ولم يكن ذلك على وجه الاستخفاف " وقوله (قده): " لم يكن يتهم عليه، كما لا يتهم على نفسه ".
فليقارن القارئ كلامه (قده) هذا مع قول صاحب " من وحي القرآن ": " وقد غضب على قومه لله.. وعلى أخيه هارون لنفس الغرض.. لأنه اعتبره مسؤولا عما حدث من خلل التساهل معهم وعدم ممارسة الضغط الشديد عليهم " (3).
ورغم ذلك يأتي " الكاتب " وبكل جرأة ليدعي أن ما أتى به " السيد " ليس جديدا وأنه يوافق ما قاله أعلام التفسير؟!!.
ولعل " الكاتب " يقول: إني إنما ذكرت كلام الشيخ الطوسي (قده) في مقام الرد على ما قاله العلامة المحقق من أن ما جرى بين موسى (ع)