إذن فما ذهب إليه السيد المرتضى (علم الهدى) وتبعه عليه الطبرسي (قده) إنما كان إكراما من موسى لهارون عليهما السلام لأنه قد أجرى أخاه مجرى نفسه.
وقد ذكر الطبرسي (قده) في مجمع البيان خمسة وجوه في معنى أخذ موسى (ع) برأس أخيه:
الأول: ما ذكرناه من رأي السيد المرتضى (علم الهدى) بأنه (ع) قد أجرى أخاه مجرى نفسه.
والثاني: إظهار خطورة ما صدر من قومه، ونسب هذا القول للشيخ المفيد (قده) وهو الذي اختاره العلامة المحقق كما أشرنا إليه فيما سبق.
والثالث: أنه جره إليه ليستعلم منه الحال..
والرابع: أنه أخذ برأس أخيه مسكنا فكره متوجعا له مواسيا..
الخامس: أنه أنكر على هارون ما بينه في سورة " طه " من قوله تعالى: {ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن} ونسبه إلى أبي مسلم (1).
ولا يخفى أن الطبرسي (قده) لا يقبل بها جميعا، إذ لا يمكنه أن يقبل برأيين متناقضين، لأن الخامس يتنافر مع الأوجه الأربعة الأولى. على أن الطبرسي قد اختار الرأي الأول في كتابة جوامع الجامع وهو النص الذي ذكره " الكاتب " نفسه كما مر.
وعليه نسأل هذا " الكاتب ":
أين هذا الكلام من كلام صاحب " من وحي القرآن " الذي اعتبر أن أخذ موسى (ع) برأس أخيه هو تعنيف له، وغضب عليه لأنه اعتبره مسؤولا عما حدث!!.
وبعد هذا كله يأتي ليقول بكل جرأة.. أن " السيد " لم يأت بشيء جديد