يرى بعين الله، فيرى تجليات غضب الله، كما يرى تجليات رحمته ورضاه. والروايات التي تشير مثلا إلى أن امرأة حشرت يوم القيامة ورأسها رأس خنزير، وبدنها بدن حمار، وعليها ألف ألف لون من العذاب، وأنها حشرت على هذه الصورة لأنها كانت نمامة كذابة (1)، أو أن الزاني أو غيره يحشر ورائحته رائحة الجيفة إلى غير ذلك مما جاء في روايات كثيرة. إن هذه الروايات هي إشارة إلى تلك الصور الأخروية لأفعال الإنسان والتي يراها المعصوم في الدنيا حتما.
وقد جاء في رواية عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال: " حججت مع أبي عبد الله (ع) فلما كنت في الطواف قلت له: جعلت فداك يا ابن رسول الله يغفر الله لهذا الخلق؟ فقال: يا أبا بصير إن أكثر من ترى قردة وخنازير، قال: قلت له: أرنيهم. قال: فتكلم بكلمات ثم أمر يده على بصري، فرأيتهم قردة وخنازير، فهالني ذلك، ثم أمر يده على بصري، فرأيتهم كما كانوا المرة الأولى " (2).
وجاء عن أبي عبد الله (ع) أنه قال: " استقبل رسول الله (ص) حارثة بن مالك بن النعمان الأنصاري فقال له: كيف أنت يا حارثة بن مالك، فقال: يا رسول الله مؤمن حقا، فقال رسول الله (ص): لكل شيء حقيقة فما حقيقة قولك؟ فقال: يا رسول الله أعزفت نفسي عن الدنيا، فأسهرت ليلي وأظمأت هواجري، وكأني أنظر إلى عرش ربي وقد وضع للحساب، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون في الجنة وكأني أسمع عواء أهل النار في النار.
فقال رسول الله (ص): عبد نور الله قلبه،..... " (3) وغير ذلك من الروايات التي لا تعد ولا تحصى.