ويقول في مكان آخر أيضا: " ولكنها كانت مسألة انجذاب جسدي يشبه التقلص الطبيعي، والاندفاع الغريزي.. " (1).
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن أولا هو: من أين علم (سماحته) أن جسد يوسف (ع) قد تأثر بالجو؟!
وهل يمكن أن يحدث هذا الأمر بالفعل بطريقة لا شعورية؟!
فإذا كان الأمر كذلك، فليستفد من ذلك الفقهاء، وليحرموا الاختلاط وظهور المرأة في الشارع ما دام يمكن للإنسان أن يحصل معه ذلك بطريقة لا شعورية!!
وليتوقف " سماحته " عن إعطاء المحاضرات للنساء، وليمنع الاخوة أخواتهم، وبناتهم، ونساءهم من حضور محاضراته، إذ ما دام أنبياء الله غير مأمونين على السيطرة على أنفسهم من هذا الأمر الذي يحصل معهم بطريقة غير شعورية، فإن سماحته غير مأمون من ذلك بطريق أولى!!
وليستفد علماء النفس من هذا الأمر، ومن هذا المعين المعرفي الذي لا ينضب، في صياغة نظريات جديدة، فإن الجائع يمكن أن يسيل لعابه لا شعوريا إذا رأى جيفة، وكذلك يفعل العطشان إذا رأى سما زعافا!!.
أم فات " سماحته " أن هذا الأمر الذي يعتري الرجال لا يمكن أن يحصل بطريقة لا شعورية، لأنه مرتبط ارتباطا وثيقا بالشعور والإرادة والالتفات، وإلا فهل يشتهي النائم الطعام ويسيل له لعابه، وكذلك فإن المفجوع المكروب بفقد عزيز عليه، ما دامت الفجيعة تسيطر على مشاعره ووجدانه وأحاسيسه فإنه لن ينجذب غريزيا لا إراديا إلى امرأة مهما بلغ حسنها الحسن وفاق جمالها الجمال.
وبالتالي: فلن يحصل ما يريد " سماحته " أن يقنعنا بحصوله مع نبي الله يوسف (ع) ما لم يلتفت أو يفكر بأنوثة هذه المرأة وصفاتها الجمالية ومفاتنها المثيرة..