قبيح " بمعنى أن هذا يدل على قبح الفاعل، أي أنه إنسان سئ ذاك الذي يفكر بالجريمة لكنه لم يفعل " (1).
ومع ملاحظة هاتين المقولتين علق العلامة المحقق بالقول: " فهل يلتزم هذا البعض بنسبة القبح إلى نبي الله يوسف عليه السلام؟ وهل يجوز أن يقول عنه: أنه " إنسان سئ " أو أنه " فاعل قبيح ".. " (2).
ثم جعل صاحب كتاب " خلفيات " من مقولة " العزم " بمثابة شاهد آخر على عدم صحة هذا الكلام وشناعته.
لكن " الكاتب " لما لم يستطع إنكار مقولة أن: " الذي يفكر بالجريمة إنسان سئ " عمد إلى ربطها بمقولة " العزم " فقط، متجاهلا حديث صاحب " من وحي القرآن " عن ان العصمة لا تعني عدم الانجذاب إلى المحرم وإنما هي عدم ممارسة هذا المحرم.
وعلى أي حال، فإن العصمة عند صاحب " من وحي القرآن " تنحصر في عدم ممارسة الحرام، أي تختص بالجانب العملي والفعلي، أما في المجال النفسي والنظري فالعصمة - عنده - لا تشمله.
وذلك مخالف لأوضح أدلة العصمة التي يدركها المبتدئون في تحصيل العلوم الدينية، فضلا عن الأساتذة الفضلاء والعلماء الأعلام.
وملخصه: لقد ثبت في محله أن العصمة ملكة نفسانية منشؤها العلم (3)، لكنه ليس أي علم، وإنما هو من سنخ العلوم الحضورية، حيث ينكشف للمعصوم حقيقة الفعل وصورته الأخروية {كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم}، فأشار سبحانه إلى آثار العلم، فإن علما كهذا إذا ما تحقق للإنسان، فسيجعله