يجعلنا نشعر بالعذاب الذي كان يعيشه يوسف في مقاومته لإغراء هذه المرأة.. " (1).
فأي حصار هذا الذي لم يعد يستطيع معه نبي الله يوسف (ع) أن ينسى، بل يتناسى، أي أن يفعل فعل الناسي، أو أن يتظاهر بالنسيان على اعتبار أنه استنفذ كل طاقاته، مع ما رافق ذلك من عذاب ومقاومة من جراء إغراء هذه المرأة؟!
ومن من العلماء الأعلام لا سيما منهم المرتضى، والطوسي، والطبرسي، والطباطبائي يتحدث عن الأنبياء ويعالج قصصهم ويتعامل مع الآيات القرآنية بهذه الطريقة والأسلوب الذي لا يليق بكتاب الله وأنبيائه؟!!
على أن الله قد أخبرنا عن قول يوسف (ع) لتلك المرأة: {معاذ الله} مباشرة بعد قول امرأة العزيز: {هيت لك} مما يدل على أن يوسف (ع) كان قد حسم الموقف من البداية ولاذ بالله واستعاذ به، فمن أين جاءت كل هذه التخيلات والأوهام التي يحلو للبعض أن يطلق عليها أنها " من وحي القرآن ".
إن هذه الطريقة في التعامل مع كتاب الله وأنبيائه، والأسلوب في معالجة قصصهم، والمبالغة في وصف الموقف باستخدام صور ومفردات ك: الطوق والحصار والعذاب الذي كان يعيشه هذا النبي، والممانعة فيما بين قوى النفس، واستنفاذ الطاقات في المقاومة التي تصور البطل أسطورة مثخنة بالجراح، ومرهقة من التعب وكأنها تلفظ أنفاسها الأخيرة وتبالغ في حجم العدو وقدراته وطاقاته التي لا تقهر، إلى ما هنالك من صور ومفردات وحالات خاصة واستثنائية.
إن هذه الطريقة أو الأسلوب - قد يصلح لسيناريو في فيلم سينمائي أو لقصة روائية أو لملحمة أدبية أو شعرية، إلا أنه لا يصلح ولا يليق التعامل به في تفسير كتاب الله وآياته، وفي معالجة قصص الأنبياء (ع)؛ لأن عظمة هؤلاء