فمن الواضح أن " الكاتب " بات أسيرا لهذا المنهج الذي لم يعد يملك أمامه من أمره شيئا، كيف وقد رسمته هذه الدواعي، ورفعت قواعده تلك الوسائل، وأسست بنيانه تلك الغايات على شفا جرف هار سرعان ما يتصدع وينهار ويسقط أمام الحقائق الثابتة، والبراهين الساطعة والوقائع التي لا يمكن إنكارها، ولا ينفع " الكاتب " دس رأسه في التراب..
والمشكلة مع هذا " الكاتب " أنه في كل مرة يمارس فيها دور " محامي الدفاع " عن صاحب " من وحي القرآن "، يأتي " بشواهد " و " أدلة " من كتب العلماء الأعلام الذين ينسب إليهم ما هم منه براء ظنا منه أنه بذلك يدين صاحب كتاب " خلفيات " وهو في الحقيقة، إنما يدين نبي الله يوسف (ع) والأنبياء، لا لغاية إلا للدفاع عن " موكله "، رغم اطلاعه الواسع على النصوص المتضمنة لمقولاته الخطيرة التي صدرنا بها هذا الفصل - هذه النصوص - التي حرك فيها صاحبها المشاعر والأحاسيس الباطنية والظاهرية والنفسية والجسدية لهذا النبي المخلص، مرة بشكل عفوي لا شعوري، ومرة بشكل طبيعي أو طبعي شعوري.. حتى أنه أسال لعابه، وأفقده السيطرة على شهواته فبات غير قادر على تناسي ما يعاني منه من آلام وعذابات وضغوطات وإغراءات تلك المرأة والجو الجنسي.. كل ذلك تحت عنوان " الميل الطبعي " وقد وصل به الأمر إلى أن جعل من جسد هذا النبي المخلص مرتعا للشيطان نتيجة ما أسماه: " الجو " الجنسي الضاغط و " الإنجذاب " نحو الحرام.. رغم علمه بأن لا سلطة للشيطان على عباد الله المخلصين الذين استثناهم من دائرة الغواية {لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين} وإمعانا في بيان تأثره بهذا " الجو " الضاغط و " الانجذاب " نحو الحرام لم يتورع عن الحديث عن " تقلصات " و " إفرازات جسدية " لتوضيح الفكرة وشرحها.
وإذا ما أضفت إلى ذلك كله، ما جادت به قريحته، وأتحفنا به يراعه، من عبارات ومفردات، رسم بها حدود النبوة مما اطلعت عليه فيما مر من فصول لم يستثن بها أحدا من الأنبياء، بما فيهم نبي الله يوسف (ع) الذي يشترك معهم فيها من حيث كونه نبيا - إذا ما أضفت هذا إلى ذلك - تجلى لك