* قلت: اتفق أهل اللغة أن التاء من هيهات ليست بأصلية أصلها هاء، كما ذكره الجوهري وابن الأثير؛ وقال ابن جني: أصل هيهات عندنا رباعية مكررة فاؤها ولامها الأولى هاء وعينها ولامها الثانية ياء، فهي لذلك من باب صيصيه، فتأمل.
ويقال لشيء يطرد ولا يطعم: هيه هيه، بالكسر؛ عن أبي علي، وهي كلمة استزادة أيضا بالكسر والفتح بمنزلة إيه وأيه. تقول للرجل: إيه وهيه، بغير تنوين، إذا استزدته من الحديث المعهود بينكما، فإن نونت استزدته من حديث ما غير معهود.
فصل الياء مع الهاء * ومما يستدرك عليه:
[يبه]: يبه: قرية بين مكة وتبالة؛ وأنشد ياقوت لكثير يرثي خندف الأسدي:
بوجه أخي بني أسد قنونا * إلى يبه إلى برك الغماد (1) * ومما يستدرك عليه:
[يده]: اليده: الطاعة والانقياد.
واستيدهت الإبل: اجتمعت وانساقت.
واستيده الخصم: غلب وانقاد.
واستيده الأمر وايتده: اتلأءب.
والكلمة يائية واوية؛ وقد أشار له المصنف في وده فكان ينبغي أن يذكر هنا أيضا.
* ومما يستدرك عليه:
يقه: اليقه: الطاعة.
أيقه الرجل واستيقه: أطاع وذل؛ وكذلك الخيل إذا انقادت.
وهي يائية واوية؛ وقد أشار له المصنف أيضا.
وأيقه: فهم. يقال: أيقه لهذا، أي افهمه.
واتقه له وائتقه: هاب له وأطاع؛ كذا في نوادر الأعراب.
[يهه]: يهيه بالإبل يهيهة ويهياها، والأقيس يهياها بالكسر، قال لها ياه ياه؛ وقد تكسر هاؤهما، وقد تنون.
يقول الراعي لصاحبه من بعيد: ياه ياه، أي أقبل.
وفي التهذيب: يقول الرجل لصاحبه، ولم يخص الراعي؛ وأنشد الجوهري لذي الرمة:
ينادي بيهياه وياه كأنه * صويت الرويعي ضل بالليل صاحبه (2) يقول: إنه يناديه ياهياه ثم يسكت منتظرا الجواب عن دعوته، فإذا أبطأ عنه قال: ياه وياه ياه نداآن وبعض العرب يقول: يا هياه فينصب الهاء الأولى، وبعض يكره ذلك ويقول هياه من أسماء الشياطين.
وقال الأصمعي: إذا حكوا صوت الداعي قالوا يهياه، وإذا حكوا صوت المجيب قالوا ياه، والفعل منهما جميعا يهيهت. وقال في تفسير قول ذي الرمة: إن الراعي (3) سمع صوتا يا هياه، فأجاب بياه رجاء أن يأتيه الصوت ثانية، فهو متلوم بقول ياه صوتا بيا هياه.