رزان إذا شهدوا الأنديا * ت لم يستخفوا ولم يخزووا وقال شمر: قال بعضهم: أخزاه الله أي فضحه، ومنه قوله تعالى حكاية عن لوط لقومه: (فاتقوا الله ولا تخزون (1) في ضيقي)، أي لا تفضحون.
وقد خزي يخزى خزيا: إذا افتضح وتحير فضيحة.
ومن كلامهم لمن أتى بمستحسن: ما له أخزاه الله؛ وربما قالوا: أخزاه الله، وحذفوا ماله.
وكلام مخز: يستحسن فيقال لصاحبه أخزاه الله.
وذكروا أن الفرزدق قال بيتا من الشعر جيدا فقال: هذا بيت مخز، أي إذا أنشد قال الناس: أخزى الله قائله ما أشعره. وإنما يقولون هذا وشبهه بدل المدح ليكون واقيا له من العين، والمراد في كل ذلك إنما هو الدعاء له لا عليه.
والخزية، بالفتح ويكسر: البلية يوقع فيها؛ قال جرير يخاطب الفرزدق:
وكنت إذا حللت بدار قوم * رحلت بخزية وتركت عارا رويت بالوجهين.
وخزي أيضا يخزى خزاية وخزى، بالقصر: أي استحيى (*):؛ قال ذو الرمة:
خزاية أدركته بعد حولته * من جانب الحبل مخلوطا بها الغضب (2) والنعت خزيان؛ قال أمية:
قالت: أراد بنا سوءا فقلت لها:
خزيان حيث يقول الزور بهتانا وهي خزيى (* *).
وقال الليث: رجل خزيان وامرأة خزيى، وهو الذي عمل أمرا قبيحا، فاشتد لذلك حياؤه؛ ج خزايا؛ ومنه حديث الدعاء: " اللهم احشرنا غير خزايا ولا نادمين "، أي غير مستحيين من أعمالنا وفي حديث وفد عبد القيس: " غير خزايا ولا ندامى ".
وقال الكسائي: خازاني فخزيته أخزيه؛ بالكسر؛ كنت أشد خزيا منه.
والخزاء، بالمد، للنبت، بالمهملة، وغلط الجوهري (3) في إعجامه.
* قلت: الجوهري: نقله عن أبي عبيد فقال: الخزاء، بالمد، نبت؛ والناقل لا ينسب إليه الغلط لأن هذا قول أبي عبيد؛ وقد روي بالوجهين فلا غلط، تأمل.
وفي الحديث: " إن الخزاءة تشتريها أكايس النساء للخافية "؛ وقد تقدم.
* ومما يستدرك عليه:
المخزى: هو المذل المحقور بأمر قد لزمه بحجة.
وأخزاه: جعله يستحى منه في تقصيره.
ويقال: امرأة خزيانة، على خلاف القياس.
[خسو]: والخسا: الفرد؛ ومنه الحديث: ما أدري كم حدثني أبي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخسا أم زكا، أي فردا أو زوجا.
ج الأخاسي؛ قاله الليث وابن السكيت.
وفي المحكم: المخاسي، على غير قياس كمساوي (4) وأخواتها؛ قال رؤبة::
* لم يدر ما الزاكي من المخاسي * (5)