ما زال مجنونا على است الدهر * في بدن ينمي وعقل يحر (1) وأنشد الراغب:
* والمرء بعد تمامه يحري * ومنه الحديث: " فما زال جسمه يحري حتى لحق به ".
وأحراه الزمان: نقصه.
وحراء، ككتاب، وحرى، كعلى بصيغة الماضي، عن القاضي عياض، في المشارق، وهي لغة ضعيفة أنكرها الخطابي وغيره، يذكر ويؤنث؛ واقتصر ابن دريد على التأنيث؛ ويصرف ويمنع.
قال سيبويه: منهم من يصرفه ومنهم من لا يصرفه يجعله اسما للبقعة؛ وأنشد:
* ورب وجه من حراء منحن * وأنشد أيضا:
سيعلم أينا خيرا قديما * وأعظمنا ببطن حراء نارا (2) قال ابن بري، هكذا أنشده سيبويه، قال: وهو لجرير، وأنشده الجوهري:
ألسنا أكرم الثقلين طرا * وأعظمهم ببطن حراء نارا (3) قال الجوهري: لم يصرفه لأنه ذهب به إلى البلدة التي هو بها.
قال شيخنا وفي حراء لغات كثيرة مروية أوردها شراح البخاري، وقد جمع أحواله مع قباء من قال حرا وقيا أنث وذكرهما معا * ومدن واقصر واصرفن وامنع الصرفا قال: وأجمع منه قول عبد الملك العصامي المكي:
قد جاء تثليث حرا مع قصره * وصرفه وضد ذين فادره قال: وهو أجمع من الأول إلا أن في أثبات بعض ما فيه خلاف المشهور.
جبل بمكة في أعلاها عن يمين الماشي لمنى، يعرف الآن بجبل النور.
قال الخطابي: كثير من المحدثين يغلطون فيه فيفتحون حاءه ويقصرونه ويميلونه، ولا يجوز إمالته لأن الراء قبل الألف مفتوحة، كما لا يجوز إمالة رافع وراشد.
فيه غار تحنث فيه النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تشرفت بزيارته.
* ومما يستدرك عليه:
حرى عليه: غضب.
وقوم حراء: أي غضاب عيل صبرهم حتى أثر في أجسامهم.
وحراه يحريه: قصد حراه، أي ساحته؛ وكذلك تحراه.
والحراة: حفيف الشجر.
وحرى أن يكون ذلك: أي عسى زنة ومعنى.
وحراه: إذا أضافه، عن ابن الأعرابي.
وكغني: مالك بن حري: قتل مع علي بصفين.
ونصر بن سيار بن رافع بن حري أمير خراسان.
وأحرى: قرب؛ نقله الصاغاني.
[حزو]: وحزوى، كقصوى؛ وحزواء كحمراء (4)، وحزوزى: مواضع.
أما حزوى: فموضع بنجد في ديار تميم من طريق حاج الكوفة؛ قاله نصر.