غدت من عليه بعد ما تم ظمؤها * تصل وعن قيظ ببيداء مجهل (1) وتقدم مثل ذلك عن الجوهري قريبا؛ ومنه أيضا الحديث: " فإذا انقطع من عليها رجع الإيمان "؛ أي من فوقها.
وعليك: من أسماء الفعل المغري به، يقال: عليك زيدا وبزيد: أي الزمه وفي الصحاح: أي خذه، لما كثر استعماله صار بمنزلة هلم وإن كان أصله من الارتفاع.
* ومما يستدرك عليه:
تأتي على بمعنى في، كقولهم: كان ذلك على عهد فلان، أي في عهده.
وبمعنى عند، وبه فسر الأصمعي قول مزاحم العقيلي السابق.
وعلي زيدا وبزيد: أعطني.
وأمر يده عليه كأنه طواه مستعليا؛ وكذا مر الماء عليه، وأما مررت على فلان فجرى كالمثل.
وعلينا أمير، كقولك علينا مال، وهذا كالمثل كما يثبت الشيء على المكان كذا يثبت هذا عليه.
وفي شرح الجاربردي: قولهم عليه مال من الاستعلاء المجازي، لأنه تعلق بذمته، كأنه استعلاه.
وقالوا ثبت عليه مال: أي كثر.
ورأيته على أوفاض: إذا كان يريد النهوض.
[عمي]: ي عمي، كرضي، عمى، مقصور: ذهب بصره كله، أي من كلتا العينين، ولا يقع هذا النعت على الواحدة بل عليهما، تقول: عميت عيناه، كاعماي يعماي إعمياء، كارعوى يرعوي ارعواء.
قال الصاغاني: أرادوا حذو ادهام يدهام فأخرجوه على لفظ صحيح وكان في الأصل ادهامم فأدغموا، فلما بنوا اعمايا على أصل ادهامم اعتمدت الياء الأخيرة على فتحة الياء الأولى فصارت ألفا، فلما اختلفا لم يكن للإدغام فيه مساغ كمساغه في الميمين. وقد تشدد الياء فيكون كادهام يدهام ادهيماما؛ قال الصاغاني: وهو تكلف غير مستعمل.
وتعمى: في معنى عمي، فهو أعمى وعم، منقوص، من قوم عمي وعميان وعماة، بالضم في الكل الأخير كأنه جمع عام كرماة ورام، وهي عمياء وعمية كفرحة. وأما عمية فكفخذ في فخذ خففوا الميم؛ وامرأتان عمياوان، ونساء عمياوات.
وعماه تعمية: صيره أعمى؛ ومنه قول ساعدة بن جؤية:
* وعمى عليه الموت بابي طريقه (2) * وبابي طريقه يعني عينيه.
وعمى معنى البيت تعمية: أي أخفاه، ومنه المعمى من الأشعار؛ كما في الصحاح.
وقيل: التعمية: أن تعمي على إنسان شيئا فتلبسه عليه تلبيسا.
والعمى أيضا: ذهاب بصر القلب، وفي المحكم: نظر القلب؛ والفعل والصفة مثله في غير افعال، أي لا يبنى فعله على افعال لأنه ليس بمحسوس، إنما هو على المثل، تقول: رجل عمي القلب أي جاهل. وامرأة عمية عن الصواب وعمية القلب، وقوم عمون.
وتقول: ما أعماه، في هذه، أي إنما يراد به ما أعمى قلبه، لأن ذلك ينسب إليه الكثير الضلال دون الأولى لأن ما لا يتزيد لا يتعجب منه؛ كما في الصحاح.
وقوله تعالى: (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا) (3).