باب الهاء والهاء من الحروف الحلقية، وهي: العين والحاء والهاء والخاء والغين؛ وهي أيضا من الحروف المهموسة، وهي: الهاء والحاء والخاء والكاف والشين والسين والتاء والصاد والثاء والفاء. والمهموس حرف لان في مخرجه دون المجهور، وجرى مع النفس فكان دون المجهور في رفع الصوت.
قال شيخنا: وأبدلت الهاء من الهمزة في هياك ولهنك قائم، وهراق وهراد في أراق وأراد؛ ومن الألف قالوا: هنه في هنا، ومن الياء قالوا في هذي هذه وقفا، ومن تاء التأنيث وقفا كطلحة.
فصل الهمزة [أبه]: أبهته بكذا: زأننته (1) به، أي اتهمته به.
وأبه له وبه، كمنع وفرح، الأولى عن أبي زيد نقله الجوهري، أبها، ويحرك، وفيه لف ونشر مرتب؛ فطن.
أو أبه للشيء أبها: نسيه ثم تفطن له.
وقال أبو زيد: هو الأمر تنساه ثم تنتبه له.
وقال الجوهري: ويقال ما أبهت له، بالكسر، آبه أبها مثل نبها.
وهو لا يؤبه له: لا يحتفل به لحقارته؛ ومنه الحديث: " رب أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبره ".
وأبهته تأبيها: نبهته وفطنته؛ كلاهما عن كراع، والمعنيان متقاربان.
وأبهته بكذا: أزننته به.
والأبهة، كسكرة: العظمة والبهجة والمهابة والرواء؛ ومنه قول علي، رضي الله تعالى عنه: " كم من ذي أبهة قد جعلته حقيرا ".
ويقال: ما عليه أبهة الملك، أي بهجته وعظمته.
وأيضا: الكبر والنخوة؛ ومنه حديث معاوية: " إذا لم يكن المخزومي ذا بأو وأبهة لم يشبه قومه "؛ يريد أن بني مخزوم أكثرهم يكونون هكذا.
وتأبه الرجل على فلان: تكبر ورفع قدره عنه؛ وأنشد ابن بري لرؤبة:
* وطامح من نخوة التأبه * وتأبه (*) من كذا: تنزه وتعظم؛ نقله الزمخشري.
والأبه للأبح، موضعه " ب ه ه "، وغلط الجوهري في إيراده هنا. ونص الجوهري: وربما قالوا للأبح أبه؛ وأجاب عنه شيخنا بما لا يجدي فأعرضنا عنه مع أن الجوهري ذكره في بهه ثانيا على الصواب، وكأن الذي ذكره هنا قول لبعضهم.
* ومما يستدرك عليه:
آبهته، بالمد: أعلمته؛ عن ابن بري، وأنشد لأمية:
إذ آبهتهم ولم يدروا بفاحشة وأرغمتهم ولم يدروا بما هجعوا (2) [أته]: التأته مبدل من التعته؛ هكذا ذكره الجوهري.