يبري السهام ويريش، وصاحبه يناوله لؤاما وظهارا فما رأيت قط شيئا أحسن منه فشبهت الطعن بذلك، فلذلك قال أبو عمرو بن العلاء: ما حدثناه ابن دريد عن أبي حاتم عن الأصمعي: قال سئل أبو عمرو بن العلاء عن قول امرئ القيس هذا، فقال: ذهب من كان يحسن تفسير هذا البيت منذ ثلاثين سنة، يجوز أن يكون أراد ما فسره رؤبة عن آبائه، قال ابن دريد (1): وقد فسره غيره فقال: من قال: لفتك لأمين أراد الريش الظهار واللؤام، ومن روى كركلامين فقال: يريد ارم ارم يكرر الكلام عليه، وقال أبو عبيدة: سألت أبا عمرو بن العلاء عنه فقال: قد سألت عنه العرب فلم أجد أحدا يعرفه، هو من الكلام الدارس، وانظر بقيته في كتاب ليس فإنه نفيس.
والسلكى: الأمر المستقيم يقال: الرأي مخلوجة وليس بسلكى أي ليس بمستقيم، وأمرهم سلكى: على طريقة واحدة، نقله ابن السكيت. والسلك كصرد: فرخ القطا، أو فرخ الحجل، وهي سلكة كصردة وسلكانة، بالكسر وهي قليلة سلكان بالكسر، كصرد وصردان، وأنشد الليث:
* تضل به الكدر سلكانها (2) * وسليك، كزبير: ابن عمرو، أو هو ابن هدبة الغطفاني: صحابي رضي الله تعالى عنه، يأتي ذكره في حديث أبي هريرة وجابر وأبي سعيد وأنس بن مالك رضي الله تعالى عنهم. وسليك بن يثربي بن سنان بن عمير بن الحارث، وهو مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم بن سلكة، كهمزة، وهي أمه، ولذا قيل له: ابن السلكة: شاعر لص فتاك عداء يقال: أعدى من سليك ويقال له: سليك المقانب، وأنشد الجوهري لأنس بن مدرك (3):
لخطاب ليلى يال برثن منكم * على الهول أمضى من سليك المقانب (4) وأخباره مشهورة، نقل بعضها الشريشي في شرح المقامات، والثعالبي في المضاف. وسليك العقيلي، وشقيق بن سليك الأزدي: شاعران كما في العباب. وسليك بن مسحل يروي عن ابن عمر، وعنه أبو مالك سعد بن طارق، وفي كتاب ابن حبان: سليم بن مسحل بالميم؛ لأنه ذكره في عدادهم فتأمل ذلك. والأغر بن حنظلة بن سليك السليكي: تابعيان هكذا في سائر النسخ، والصواب كما في كتاب الثقات، الأغر بن سليك الكوفي، وهو الذي يقال له: أغر بني حنظلة، يروي المراسيل، وروى عنه سماك بن حرب، فتأمل ذلك.
والمسلك كمعظم: النحيف يقال: رجل مسلك: أي نحيف الجسم وكذلك فرس مسلك عن ابن دريد (5).
والسلكوت، كجبروت: طائر. والمسلكة، كمقعدة: طرة تشق من ناحية الثوب سميت به لامتدادها، وهي كالسلك. وقال ابن عباد: السلك، بالكسر: أول ما تتفطر به الناقة، ثم بعده اللبأ. قال الصاغاني: والتركيب يدل على نفاذ شيء في شيء. وقد شذ عن هذا التركيب السلكة: الأنثى من ولد الحجل.
* ومما يستدرك عليه:
الانسلاك: مطاوع سلكه فيه، أي: أدخله. وأنشد الجوهري لزهير:
تعلماها لعمر الله ذا قسما * بقتلي سكلي ليس فيها تنازع (6) والمسلك: الطريق، والجمع المسالك. وقول قيس بن عيزارة:
غداة تنادوا ثم قاموا فأجمعوا * بقتلي سلكى ليس فيها تنازع (7) فإنه أراد عزيمة قوية لا تنازع فيها.
وأبو نائلة سلكان بن سلامة بن وقش الأشهلي: صحابي اسمه سعد، وهو أخو كعب بن الأشرف من الرضاع. وسلكان بن مالك ممن دخل مصر من الصحابة، استدركه ابن الدباغ. وقال أبو عمرو: إنه لمسلك الذكر، ومسملك الذكر: إذا كان حديد الرأس.