قلت: وإذا قلنا: أي دعاني إلى حكه فلا إشكال. والاسم الحكة، بالكسر، والحكاك كغراب. ويقال: تحاكا: إذا اصطك جرماهما فحك كل منهما الآخر. ومن المجاز: ما حك في صدري منه شيء: أي ما تخالج. وما حك في صدري كذا أي: لم ينشرح له صدري، ومنه الحديث: والإثم مما حك في صدرك (1) وكرهت أن يطلع عليه الناس وفي الحديث وقد سئل عن الإثم فقال: ما حك في صدرك فدعه.
واحتك به: إذا حك نفسه عليه كاحتكاك الأجرب بالخشبة.
ومن المجاز: المحاكة: المباراة، وقد حاكه محاكة وحكاكا.
والحكة، بالكسر: الجرب قال شيخنا: وهذا صريح في أن الحكة والجرب مترادفان، وإليه ميل كثير، وقال ابن حجر المكي في التحفة: الاتحاد يحمل على أصل المادة دون صورتها وكيفيتها، وأطال في الفرق بينهما، وقال الخطيب الشربيني في مغنيه: الحكة: الجرب اليابس، وفي المصباح: داء يكون بالجسد، وفي كتاب الطب: هي خلط رقيق بورقي يحدث تحت الجلد ولا يحدث منه مدة، بل شيء كالنخالة.
والحكاك، كغراب: البورق. نقله الصاغاني.
والحكاكة بهاء: ما حك بين حجرين ثم اكتحل به من رمد قاله اللحياني، وقال غيره: هو ما تحاك بين حجرين إذا حك أحدهما بالآخر لدواء ونحوه، وقال ابن دريد: الحكاك: ما حك من شيء على شيء فخرجت منه حكاكة. وفي الصحاح: هو ما يسقط من الشيء عند الحك. والحكاكات، بالفتح والتشديد (2) الوساوس وهو مجاز، ومنه الحديث: " إياكم والحكاكات، فإنها المآثم " وهي التي تحك في القلب فتشتبه على الإنسان، قال ابن الأثير: هو جمع حكاكة، وهي المؤثرة في القلوب.
وقال ابن الأعرابي: الحكك، بضمتين: أصحاب الشر وهو مجاز. قال: والحكك أيضا: الملحون في طلب الحوائج، وهو أيضا مجاز.
والحكك بالتحريك: حجر أبيض كالرخام أرخى من الرخام وأصلب من الجص، واحدته حككة، قال الجوهري: وإنما ظهر فيه التضعيف للفرق بين فعل وفعل. وقال ابن شميل: الحككة: أرض ذات حجارة مثل الرخام رخوة. وقال أبو الدقيش: الحككات - بضم ففتح (3) - هي أرض ذات حجارة بيض كأنها الأقط تتكسر تكسرا، وإنما تكون في بطن الأرض. وقال ابن عباد: الحكك: مشية بتحرك كمشية القصيرة التي تحرك منكبيها ومثله في اللسان. قال الجوهري: والجذل المحكك، كمعظم:
الذي ينصب في العطن لتحتك به الإبل الجربى، ومنه قول الحباب بن المنذر - رضي الله تعالى عنه - يوم سقيفة بني ساعدة: أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب، منا أمير ومنكم أمير أي: يستشفى (4) برأيي وتدبيري، كما تستشفى الإبل الجربى بالاحتكاك بذلك العود، وقال الأزهري: وفيه معنى آخر، وهو أحسب إلي، وهو أنه أراد أنه منجذ (5) قد جرب الأمور وعرفها وجرب فوجد صلب المكسر غير رخو (6) ثبتا لا يفر عن قرنه، وقيل: معناه: أنا دون الأنصار جذل حكاك لمن عاداهم (7) فبي تقرن الصعبة، والتصغير فيه للتعظيم، ويقول الرجل لصاحبه: اجذل للقوم: أي انتصب لهم وكن مخاصما مقاتلا، والعرب تقول: فلان جذل حكاك خشعت عنه الأبن، يعنون أنه منقح لا يرمى بشيء إلا زل عنه ونبا. ويقال: ما أنت من أحكاكه أي من رجاله، عن ابن عباد.
والحكيك، كأمير: الكعب المحكوك. وهو أيضا الحافر المنحوت نقله الجوهري كالأحك يقال: حافر أحك وحكيك. وقيل: كل نحيت خفي حكيك. والاسم الحكك، محركة، وقد حككت الدابة، كفرح بإظهار التضعيف، عن كراع: وقع في حافرها الحكك، وهو أحد الحروف الشاذة كلححت عينه، وأخواتها.
والحكيك: الفرس المنحت الحافر من أكل الأرض