فقام عباد بن بشر أو عمارة بن حزم. وقام أيضا عمار بن ياسر، فقالا: نحن يا رسول الله نكلؤكم.
وعبارة البعض: انتدب رجل مهاجري، وآخر أنصاري فجلسا على فم الشعب، فقال عباد لعمار: أنا أكفيك أول الليل، وتكفيني آخره، فنام عمار، وقام عباد يصلي.
وكان زوج بعض النسوة اللاتي أصابهن رسول الله (ص) غائبا، فلما جاء وعرف ما جرى، تتبع الجيش، وحلف لا ينثني حتى يصيب محمدا، أو يهريق في أصحاب محمد دما.
فلما رأى سواد عباد قال: هذا ربيئة القوم، ففوق سهما فوضعه فيه، فانتزعه عباد، فرماه بآخر، فانتزعه. فرماه بثالث فانتزعه كذلك. فلما غلبه الدم أيقظ عمارا، فلما رأى ذلك الرجل عمارا جلس علم أنه قد نذر به فهرب. فقال عمار لعباد: ما منعك أن توقظني له في أول سهم يرمى به؟
فقال: كنت أقرأ في سورة الكهف فكرهت أن أقطعها - أضاف في نص آخر: فلما تابع علي الرمي أعلمتك.
وفي نص آخر: أنه (ص) جعلهما بإزاء العدو فرمي أحدهما بسهم وهو يصلي، فأصابه، ونزفه الدم ولم يقطع صلاته، ثم رماه بثان وثالث وهو يصيبه ولم يقطع صلاته.
ويقال: إن عبادا قال معتذرا عن إيقاظ صاحبه: لولا أني خشيت أن أضيع ثغرا أمرني به رسول الله (ص) ما انصرفت ولو أتى على نفسي (1).