يدرج: دع ابني فإن الملك قد أتاه (1). والرواية معتبرة على الظاهر.
أضف إلى ذلك ما رووه من إخبار سيف بن ذي يزن لعبد المطلب بذلك، عندما زاره في اليمن، إلى غير ذلك من دلائل وإشارات، رسخت هذا الاعتقاد في نفس عبد المطلب (رحمه الله)، وجعلت له (صلى الله عليه وآله وسلم) مكانة خاصة عنده (2).
وفي السنة الثامنة من عمره (صلى الله عليه وآله وسلم) توفي جده عبد المطلب، بعد أز، اختار له أبا طالب (رحمه الله) ليكفله، ويقوم بشؤونه، ويحرص على حياته، رغم أن أبا طالب لم يكن أكبر ولد عبد المطلب سنا، ولا أكثرهم مالا، لان الاسن فيهم كان هو الحارث، والأكثر مالا هو العباس. ولكن عذر العباس هو أنه كان حينئذ صغيرا أيضا، لأنه كان أسن من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بسنتين فقط، كما يقولون (3) وان كنا قد قلنا: إنه كان يكبره بأكثر من ذلك. كما أن أبا طالب قد كان شقيق عبد الله والد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأبيه وأمه، فإن أمهما هي فاطمة المخزومية، وطبيعي أن يكون لأجل ذلك أكثر حنانا وعطفا عليه وحبا له.
ثم إن أبا طالب الذي كان هو وزوجته أم أمير المؤمنين (عليه السلام) يحملان نور الولاية، قد كانا يحملان من المكارم والفضائل النفسية والمعنوية ومن الطهارة ما يؤهلهما لان يكونا كفيلين لرسول الله