ويؤكد ذلك: أن ابن إسحاق حجة في السيرة النبوية، غير مدافع (1)، فلا يرد قوله، إستنادا إلى رواية يحتمل في حقها ما ذكرناه.
وإذن، فقد يكون عمر حمزة والعباس، حين قضية الذبح حوالي ثمان إلى عشر سنين، يضاف إليها خمس سنوات كانت بين قصة الذبح، وبين ولادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (2)، ويصير المجموع حوالي ثلاثة عشر إلى خمسة عشر من السنين تقريبا.
وهذا الذي ذكرناه من الاشكال، دفع البعض إلى أن يقول: إنها أرضعت حمزة قبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأرضعت بعده أبا سلمة (3).
ولكن يرد عليه: أن تصريح الرواية، بأنها أرضعتهم جميعا بلبن ابنها مسروح يأبى هذا المجمع التبرعي، الذي لا يستند إلى أي دليل.
إلا أن يكون مراده ما تقدم عن محب الدين أحمد بن عبد الله الطبري: بأن تكون قد أرضعت حمزة في أواخر سنيه، في آخر رضاع ابنها.