إذا كان هذا كافر جاء ذمه وتبت يداه في الجحيم مخلدا أتى أنه في يوم الاثنين دائما يخفف عنه للسرور بأحمدا فما الظن بالعبد الذي كان عمره بأحمد مسرورا ومات موحدا؟! (1) ونقول:
إن هذا الكلام كله باطل، ولا يصح، وذلك لانهم يقولون: إن عتق ثويبة، قد تم بعد مولده صلى الله عليه وآله وسلم بدهر طويل، أي بعد أزيد من خمسين سنة، إما قبيل الهجرة، أو بعدها. وكانت خديجة رضوان الله تعالى عليها، تحاول شراءها من أبي لهب، لتعتقها، بسبب ما يزعم من إرضاعها له صلى الله عليه وآله وسلم، فرفض أبو لهب بيعها (2).
وقد حاول الحلبي توجيه ذلك: بأن من الممكن أن يكون أبو لهب قد أعتقها أولا، لكنه لم يذكر ذلك، ولم يظهره، ورفض بيعها لخديجة لكونها كانت معتوقة، ثم عاد فأظهر ذلك (3).
ولكنه توجيه باطل. إذ من غير المعقول ولا المقبول، أن لا يظهر للناس، ولا يطلعوا على عتقه لجاريته طيلة ما يزيد على ثلاث وخمسين سنة، ولماذا لم تخبر هي نفسها أحدا بذلك، وما هو الداعي له ولها للكتمان، ولا سيما قبل النبوة، وما هو الداعي للاظهار بعد ذلك، ولا سيما بعد الهجرة؟!.