1 - إن ابن هشام وغيره يذكرون: أن سبب إرجاع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أمه، هو أن نفرا من الحبشة نصارى، رأوه مع مرضعته، فسألوا عنه، وقلبوه، وقالوا لها: لنأخذن هذا الغلام، فلنذهبن به إلى ملكنا وبلدنا الخ (1).
وبذلك تصير الرواية المتقدمة التي تذكر أن سبب إرجاعه إلى أمه هو قضية شق الصدر محل شك وشبهة.
2 - كيف يكون شق صدره (صلى الله عليه وآله وسلم) هو سبب إرجاعه إلى أمه، مع أنهم يذكرون: أن هذه الحادثة قد وقعت له (صلى الله عليه وآله وسلم) وعمره ثلاث سنين، أو سنتان وأشهر. مع أنه إنما أعيد إلى أمه بعد أن أتم الخمس سنين.
3 - هل صحيح أن مصدر الشر هو غدة، أو علقة في القلب، يحتاج التخلص منها إلى عملية جراحية؟!.
وهل يعني ذلك أن باستطاعة كل أحد - فيما لو أجريت له عملية جراحية لاستئصال تلك الغدة - أن يصبح تقيا ورعا، خيرا؟!.
أم أن هذه الغدة أو العلقة قد اختص الله بها الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)، وابتلاه بها دون غيره من بني الانسان؟!. ولماذا دون غيره؟!.
4 - لماذا تكررت هذه العملية أربع، أو خمس مرات، في أوقات متباعدة؟ حتى بعد بعثته (صلى الله عليه وآله وسلم) بعدة سنين، وحين الاسراء والمعراج بالذات؟!
فهل كانت تلك العلقة السوداء، وحظ الشيطان تستأصل، ثم تعود إلى النمو من جديد؟! وهل هي من نوع مرض السرطان الذي لا تنفع معه العمليات الجراحية، والذي لا يلبث أن يختفي حتى يعود إلى الظهور بقوة