ويتضرعون إلى الله أن يجعلهم سعداء لا أشقياء. وقد تواتر ذلك عن أئمتنا في أدعيتهم المأثورة. وورد في السنن الكثيرة: أن الصدقة على وجهها، وبر الوالدين، واصطناع المعروف، يحول الشقاء سعادة، ويزيد في العمر إلخ...) (1).
نعم، هذا هو البداء الذي تعتقد به الشيعة تبعا لأئمتهم (عليهم السلام).
وأما البداء بمعنى ظهور رأي جديد له تعالى بعد ان لم يكن يعلم به أولا، أو بمعنى ان يعمل تعالى عملا ثم يندم عليه، حيث ظهر له أن المصلحة كانت في خلاف ذلك. أما البداء بهذا المعنى فهو محال على الله، ولم يقل به الشيعة أبدا. كيف؟! وهم أتباع أمير المؤمنين علي (عليه السلام) منشئ نهج البلاغة المشحون بالمعاني التي يعجز العقل البشري عن إدراكها، علي الذي تعلم الناس منه ومن أبنائه المعصومين تنزيه الله تعالى عن كل نقص. وأخذوا عنه أدق المعارف حول الله وصفاته سبحانه وتعالى..
وقد نقل عن الصادق (عليه السلام) قوله: من زعم أن الله يبدو له في شئ، ولم يعلمه أمس، فابرؤوا منه (2).
وعنه (عليه السلام): من زعم أن الله بدا له في شئ بداء ندامة، فهو عندنا كافر بالله العظيم، (3).