عالم حكيم إلخ.. ولكنه بعد أن بلغ سن الرشد أراد أن يدعم هذا الايمان الوجداني بالدليل والبرهان، فدخل المختبر وجرب حتى وصل إلى النتيجة (فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي، فلما أفل قال: لا أحب الآفلين. فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي. فلما أفل قال: لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الظالمين. فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي، هذا أكبر. فلما أفلت قال: يا قوم إني برئ مما تشركون).
هذا إن قلنا: إن كلام إبراهيم كان على سبيل الحقيقة وليس على سبيل الاستدراج.
وكذلك كان حال عبد المطلب، فلعله كان يعتقد بالله الواحد القادر، الحكيم إلخ.. إستنادا إلى حكم الفطرة والوجدان. لكنه كان يحتمل أولا أن يكون لهذه الأصنام شأن وشفاعة (ما) من دون أن يؤثر ذلك على توحيده. ثم ترقى في فهمه فأدرك أنها لا شئ.
والفرق بينه وبين إبراهيم في السرعة والبطء. والا فإن إبراهيم لم يعرف الله بالوحي، وإلا لم يمكن إثبات نبوته.
هذا بالنسبة لايمانه أما بالنسبة لسلوكه ومواقفه فإنهم يقولون عنه:
إنه كان يقطع يد السارق، ويمنع من طواف العراة، ويوفي بالنذر، ويؤمن بالمعاد، ويحرم الزنا، والخمر، ونكاح المحارم، وكان يأمر ولده بترك الظلم والبغي، ويحثهم على مكارم الأخلاق، وينهاهم عن دنيات الأمور، وكان مجاب الدعوة وترك الأصنام (1).
وقد ذكرت كتب التاريخ: أن بعض الأصنام قد كانت تماثيل