الحرام، فعرف انه غريب، فاستضافه ثلاثة أيام لا يسأله عن شئ، ثم سأله أبو ذر عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فاخذه إليه بصورة سرية، حيث امره ان يتبعه، فان رأى ما يخاف منه عطف كأنه يريد أن يقضي حاجة، أو يصلح نعله.
وبعد ان أسلم أبو ذر خرج إلى المسجد الحرام، فنادى بأعلى صوته: أشهد ان لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فقام إليه المشركون فضربوه حتى اضجعوه، فاتى العباس، فأكب عليه، وقال:
ويحكم، ألستم تعلمون: أنه من غفار، وان طريق تجارتكم إلى الشام، فتركوه، ولكنه عاد في اليوم الثاني إلى مثل ذلك، فخلصه العباس (1).
وثمة نصوص أخرى لا مجال لذكرها هنا.
ولما ضرب أبو ذر جاء إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال:
يا رسول الله، اما قريش فلا ادعهم حتى أثأر منهم، ضربوني.
فخرج حتى أقام بعسفان، وكلما أقبلت عير لقريش، يحملون الطعام، ينفر بهم على ثنية غزال، فتلقي احمالها، فجمعوا الحنط، ويقول أبو ذر لقومه: لا يمس أحد حبة حتى تقولوا: لا إله إلا الله. فيقولون: لا إله إلا الله، ويأخذون الغرائر (2).
وحسب نص آخر: كان أبو ذر رجلا شجاعا يتفرد وحده بقطع الطريق، ويغير على الصرم في عماية الصبح على ظهر فرسه، أو على