إسلاميا، فإنه - وإن كانت قد أفادته تلقائيا، ومن دون أن يتطلب هو ذلك - كان يحاول القضاء عليها، واستئصالها، بالحكمة والموعظة الحسنة، كلما سنحت له الفرصة، وواتاه الظرف.
فمثلا: لقد استفاد الاسلام كثيرا من شجاعة العربي، واستهانته بالصعاب، في الدفاع عن الاسلام.
وأيضا، فقد كان للتعصب القبلي بعض الفوائد الهامة، حتى ليذكرون أنه بعد الهجرة إلى المدينة، كان الأوس والخزرج: (يتصاولان مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تصاول الفحلين، لا تصنع الأوس شيئا فيه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) غناء الا قالت الخزرج: والله، لا يذهبون بهذه فضلا علينا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الاسلام، فلا ينتهون حتى يوقعوا مثلها. قال: وإذا فعلت الخزرج شيئا قالت الأوس مثل ذلك، (1).
وأما قبل الهجرة في مكة، فقد كان للقبلية أثر كبير في منع قريش وغيرها مدة طويلة من المضايقات لكثير ممن اعتنقوا الاسلام، ثم من محاولة الاعتداء على حياته (صلى الله عليه وآله وسلم)، أو على حياة أكثر المسلمين آنذاك، وإن كانت تواجههم بالمضايقات أحيانا، وأحيانا بالتعذيب القاسي، إن لم يكن لهم عشيرة يرهب جانبها، حتى أذن الله تعالى لهم بالهجرة إلى المدينة.
ولذلك نلاحظ: أن أبا طالب (رحمه الله) قد استفاد كثيرا من العامل القبلي، حتى إن بني هاشم مسلمهم وكافرهم قد قبلوا بمحاصرة قريش لهم. وكانوا معه في شعب أبي طالب كما سيأتي. وتجد في شعر أبي طالب الكثير من التأكيد على عامل القرابة بين بني هاشم وطوائف من