النصب، أو ما لم يذكر اسم الله عليه.
أما اليهود فما كانوا يهتمون بدخول غيرهم في دينهم. وإذا كان ذلك شائعا عنهم، فلماذا لم يعرف به غير زيد.
على أن هناك نص يقول: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (كان لم يأكل مما ذبح على النصب) (1).
ومهما يكن من أمر، فقد قال السهيلي: (كيف وفق الله زيدا إلى ترك ما ذبح على النصب، وما لم يذكر اسم الله عليه، ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان أولى بهذه الفضيلة في الجاهلية، لما ثبت من عصمة الله تعالى له).
ثم أجاب عن ذلك: بأنه ليس في الرواية: أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قد اكل من السفرة، وبأن شرع إبراهيم إنما جاء بتحريم الميتة، لا بتحريم ما ذبح لغير الله تعالى. فزيد امتنع عن اكل ما ذبح لغير الله برأي رآه لا بشرع متقدم (2).
ولكنه جواب بارد حقا.
فان إدراك زيد لهذا الامر الذي وافق فيه نظر الشرع، وعدم إدراكه هو (صلى الله عليه وآله وسلم) له مما لا يمكن قبوله، أو الالتزام به.
هذا.. ولماذا يسدد الله تعالى نبيه حينما كشف عن عورته حين بناء البيت، ويمنعه عن ذلك - حسبما يدعون -، ثم تبغض إليه الأصنام، والشعر، ولا يسدده الله، ويحفظه من اكل ما ذبح لغير الله تعالى؟! الذي