وقال جل وعلا: ﴿إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه، وهذا النبي، والذين آمنوا﴾ (١).
وقال تعالى: ﴿وقالوا: كونوا هودا أو نصارى تهتدوا. قل: بل ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين﴾ (٢).
ثم نجد القرآن يصرح أيضا أن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) شخصيا كان مأمورا أيضا باتباع ملة إبراهيم (عليه السلام)، فقد قال سبحانه:
﴿ثم أوحينا إليك: أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا، وما كان من المشركين﴾ (3).
وقال في موضع آخر: (قل: إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم، دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين) (4).
وهذا، وإن كان ظاهره: أنه (صلى الله عليه وآله) قد أمر بذلك بعد البعثة وبعد نزول الوحي عليه، لكنه يثبت أيضا: أنه لا مانع من تعبده (ص) قبل بعثته بما ثبت له أنه من دين الحنيفية، ومن شرع إبراهيم (عليه السلام)، وليس في ذلك أية غضاضة، ولا يلزم من ذلك أن يكون نبي الله إبراهيم أفضل من نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم)، فإن التفاضل إنما هو في ما هو أبعد من ذلك.
هذا كله، لو لم نقتنع بالأدلة الدالة على نبوته (ص) من صغره (صلى الله عليه وآله وسلم).