٢ - واستدلوا على ذلك أيضا بقوله تعالى: ﴿الذي يراك حين تقوم، وتقلبك في الساجدين﴾ (١). لما روي عن ابن عباس، وأبي جعفر، وأبي عبد الله (عليهما السلام): انه (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يزل ينقل من صلب نبي إلى نبي.
ويمكن المناقشة في ذلك أيضا: بأن الآية تقول: إنه تعالى يراه حال عبادته وسجوده، فهو (صلى الله عليه وآله وسلم) في جملة الساجدين الموجودين فعلا، وغيرهم.
لا أنه يراه وهو يتقلب في أصلاب الأنبياء.
ولو ثبتت الرواية، فيمكن القول بأنها لا تدل على استغراق ذلك لجميع آبائه، فلعله يرى تقلبه في أصلاب الأنبياء من آبائه، كما يرى تقلبه في أصلاب غير الأنبياء.
هذا، عدا عن أن من الصعب جدا اثبات نبوة جميع آبائه (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى آدم (عليه السلام).
وأما أدلة غير الامامية فقد استقصاها السيوطي في رسائله المشار إليها، ولكن استعراضها والاستقصاء فيها نقضا وإبراما يحتاج إلى وقت طويل، وتأليف مستقل.
٣ - ويمكن أن يستدل على ايمان آبائه (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى إبراهيم بقوله تعالى، حكاية لقول إبراهيم وإسماعيل: ﴿واجعلنا مسلمين لك، ومن ذريتنا أمة مسلمة لك﴾ (2)، مع قوله تعالى: