الصلت كاد يسلم في شعره، وهكذا؟!. (1) وكيف تطرح كل تلك الأحاديث والتواريخ المتضافرة، المتواترة الدالة على ايمان أولئك، ويتشبث لايمان هؤلاء ببيت شعر، أو بكلمة عابرة، لم يتبعها إلا التصميم على النهج الأول؟!.
فعم، وكيف لا يكون لهؤلاء نجاة ويكونون في النار (2)، ثم يدخل المشركون الذين عاشوا في زمن الفترة الجنة؟! فقد ذكر الحلبي ودحلان وغيرهما: أن أهل الفترة لا عذاب عليهم إلا على قول ضعيف، مبني على وجوب الايمان والتوحيد بالعقل، والذي عليه أكثر أهل السنة والجماعة:
أنه لا يجب ذلك إلا بارسال الرسل.
وأطبق الأشاعرة في الأصول، والشافعية في الفقه على أن من مات ولم تبلغه الدعوة مات ناجيا، ويدخل الجنة، فعليه أهل الفترة من العرب لا تعذيب عليهم، وإن غيروا، أو بدلوا، أو عبدوا الأصنام، والأحاديث الواردة بتعذيب من ذكر مؤولة (3).
وبهذا، وبالأحاديث المتواترة يرد ما زعموه من أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قد منع من الاستغفار لامه رضوان الله تعالى عليها، وإن كنا نحن نعتقد أن أهل الفترة يعذبون إذا قامت عليهم الحجة العقلية أو النقلية إلا القاصرين منهم، فان التوحيد يثبت بالعقل لا بإرسال الرسل، وإلا، لم يمكن اثبات شئ على الاطلاق، لا التوحيد، ولا النبوة، ولا الدين من الأساس.