وثالثا: كيف لم يعيرها زعماء قريش الذين خطبوها فردتهم، بزواجها من اعرابي بوال على عقبيه؟!
ورابعا: لقد ذكروا: أن أول شهيد في الاسلام ابن لخديجة رحمها الله، اسمه الحارث بن أبي هالة، استشهد حينما جهر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالدعوة (1).
ونقول: إن ذلك لا يمكن قبوله، حيث قد روي بسند صحيح عندهم، عن قتادة: أن أول شهيد في الاسلام هو سمية والدة عمار (2)، وكذا روى عن مجاهد (3). وعن ابن عباس: (قتل أبو عمار وأم عمار، وهما أول قتيلين قتلا من المسلمين) (4).
إلا أن يدعى: أن سمية كانت أول من استشهد من النساء، والحارث كان أول من استشهد من الرجال.
ولكنه احتمال بعيد، ومخالف لظاهر كلماتهم، لا سيما وأن كلمة شهيد تطلق على الذكر والأنثى بلفظ واحد، مثل قتيل وجريح.
فإن معنى كلمة: (شهيد): شخص، أو ذات ثبتت لها صفة الشهادة، لان المشتقات تدل على ذات ثبت لها وصف ما، فكلمة تقي معناها: شخص له التقوى، وقائم أيضا كذلك.
وكلمة شخص أو ذات أو نحوها تصدق على الرجل على حدة،