وثالثا: لقد روي: أن خديجة ولدت للنبي عبد الله، ثم أبطأ عليها الولد، فبينما رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يكلم رجلا، والعاص بن وائل ينظر إليه، إذ مر رجل فسال العاص عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: من هذا؟
قال: هذا الأبتر.
فأنزل الله: (إن شانئك هو الأبتر) (1).
فظاهر الرواية: أنها حين ولدت عبد الله لم تكن قد ولدت غيره، أو أن من ولدتهم ماتوا جميعا حتى لم يعد للنبي أولاد أصلا. مع أن رقية كانت عند عثمان قبل ولادة فاطمة، فلا يصح وصف العاص للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالأبتر فتنزل الآية.
إلا أن يقال: إن العرب لم تكن تهتم بالبنات، بل الميزان عندهم هو خصوص الذكور، ولأجل ذلك وصفه العاص بالأبتر.
ورابعا: قد تقدم أن هناك من يقول: إن خديجة إنما تزوجت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل البعثة بعشر أو بثلاث، أو بخمس سنوات، فكيف تكون رقية وزينب قد ولدتا من خديجة، وتزوجتا قبل البعثة؟!.
خامسا: ان الدولابي يقول: إن عثمان كان قد تزوج رقية في الجاهلية (2).
وذلك كله يؤكد ويؤيد: أن رقية التي تزوجها عثمان هي غير رقية التي يدعى أنها بنت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، والتي يقال: