لرزية قامت بها * للدين أشراط القيامة لمضرج بدم النبوة * ضارب بيد الإمامة متقسم بطبا السيوف * مجرع منها حمامه منع الورود وماؤه * منه على طرف الثمامة نصب ابن هند رأسه * فوق الورى نصب العلامة ومقبل كان النبي * بلثمه يشفي غرامه قرع ابن هند بالقضيب * عذابه فرط استضامه وشدا بنغمته عليه * وصب بالفضلات جامه والدين أبلج ساطع * والعدل ذو خال وشامه يا ويح من ولى الكتاب * قفاه والدنيا أمامه ليضرسن يد الندامة * حين لا تغني الندامة وليدركن على الغرامة * سوء عاقبة الغرامه وحمى أباح بنو أمية * عن طوائلهم حرامه حتى اشتفوا من يوم بدر * واستبدوا بالزعامه لعنوا أمير المؤمنين * بمثل اعلان الاقامه لم لم تخري يا سماء * ولم تصبي يا غمامه لم لم تزولي يا جبال * ولم تشولي يا نعامه يا لعنة صارت على * أعناقهم طوق الحمامة ان العمامة لم تكن * للئيم ما تحت العمامه من سبط هند وابنها * دون البتول ولا كرامة يا عين جودي للبقيع * وزرعي بدم رغامه جودي بمذخور الدموع * وأرسلي بدد أنظامه جودي بمشهد كربلاء * فوفري مني ذمامه جودي بمكنون الدموع * أجد بما جاد ابن مامه فلما أنشدتها وكشفت له الحال فيما اعتقدت انحلت له العقدة وصار سلما يوسعني حلما وحضر الشيخ أبو عمر البسطامي وناهيك من حاكم يفصل وناظر يعدل. ثم حضر القاضي أبو نصر والأدب أدنى فضائله وحضر الشيخ أبو سعيد محمد بن ارمك وهو الرجل الذي.
يحميه لألاؤه ولوذعيته * من أن يدال بمن أو ممن الرجل وحضر أبو القاسم بن حبيب وله في الأدب عينه وقراره وفي العلم شعلته وناره. وحضر الفقيه أبو الهيثم ورائد الفضل يقدمه. وحضر الشيخ أبو نصر بن المرزبان والفضل منه بدا واليه يعود وحضر أصحاب الإمام أبي الطيب الأستاذ وما منهم الا أغر نجيب وقال صاحب الوشاح: ومع الامام أبي الطيب الفقهاء والمتصوفة وحضر بعدهم أصحاب الأستاذ الفاضل، أبي الحسن الماسرجسي وكل إذا عد الرجال مقدم وحضر بعدهم أصحاب الأستاذ أبي عمر البسطامي وهم في الفضل كأسنان المشط وحضر بعدهم الشيخ أبو سعيد الهمذاني وله في الفضل قدحه المعلى.
وحضر بعد الجماعة أصحاب الاسبلة المسبلة والاسوكة المرسلة رجال يلعن بعضهم بعضا فصاروا إلى قلب المجلس وصدره حتى رد كيدهم في نحرهم وأقيموا بالنعال إلى صف النعال فقلت من هؤلاء قالوا أصحاب الخوارزمي وانتظر أبو بكر فتأخر فاقترحوا علي قوافي أثبتوها واقتراحات كانوا بيتوها فما ظنك بالحلفاء أدنيت لها النار من لفظ إلى المعنى نسقته وبيت إلى القافية سقته على ريق لم أبلعه ونفس لم اقطعه وصار الحاضرون بين إعجاب وتعجب وقال أحدهم بل أوحدهم وهو الإمام أبو الطيب لن نؤمن لك حتى نقترح القوافي ونعين المعاني وننص على بحر فأخرجت من عهدة هذا التكليف حتى ارتفعت الأصوات بالهيللة من جانب والحوقلة من آخر وتعجبوا إذ أرتهم الأيام ما لم ترهم الأحلام ثم التفت فوجدت الأعناق تلتفت وما شعرت الا بهذا الفاضل وقد طلع وجعل يدس نفسه بين الصدور يريد الصدر فقلت يا أبا بكر تزحزح عن الصدر قليلا إلى مقابلة أخيك فقال لست برب الدار فتامر على الزوار فقلت يا عافاك الله حضرت لتناظرني والمناظرة اشتقت اما من النظر أو من النظير فإن كان اشتقاقها من النظر فمن حسن النظر ان يكون مقعدنا واحدا فقضت الجماعة بما قضيت فقلت في اي علم تريد ان نتناظر فاوما إلى النحو فقلت ان الظهر قد أزف فان شئت ان أناظرك في النحو فسلم الآن لي البديهة والحفظ والترسل فقال لا أسلم ذلك ولا أناظر في غير هذا فقال أبو عمر أيها الأستاذ أنت أديب خراسان وشيخ هذه الديار وبهذه الأبواب التي قد عقدها هذا الشاب كنا نعتقد لك السبق ونثاقلك عن مجاراته فيها مما يتهم ويوهم فقال سلمت الحفظ فأنشدت قول القائل:
ومستلئم كشفت بالرمح ذيله * أقمت بعضب ذي شقاشق ميله فجعت به في ملتقى الحي خيله * تركت عتاق الطير تحجل حوله وقلت يا أبا بكر خفف الله عنك كما خففت عنا في الحفظ فلو تفضلت وسلمت البديهة مع الترسل حتى نفرع للنحو واللغة فقال ما كنت لاسلم الترسل ولا سلمت الحفظ فقلت الراجع في شيئه كالراجع في قيئه فهات انشدنا خمسين بيتا من قبلك مرتين حتى أنشدك عشرين بيتا من قبلي عشرين مرة فعلم أن دون ذلك خرط القتاد فسلمه ثانيا وصرنا إلى البديهة فقال أحد الحاضرين هاتوا على قول أبي الشيص:
أبقى الزمان به ندوب عضاض * ورمى سواد قرونه بياض فاخذ أبو بكر يخضد ويحصد ولم يعلم أنا نحفظ عليه الكلم فقال:
يا قاضيا ما مثله من قاضي * انا بالذي تقضي علينا راضي فلقد لبست ضفية ملمومة * من نسج ذاك البارق الفضفاض لا تغضبن إذا نظمت تنفسا * ان الغضا في مثل ذاك تغاضي فلقد بليت بشاعر متقادر * ولقد بليت بناب ذئب غاضي ولقد قرضت الشعر فاسمع واستمع * لنشيد شعري طائعا وقراضي فلأغلبن بديهة ببديهتي * ولأرمين سواده ببياض فقلت ما معنى ضفية ملمومة وما أردت بالبارق الفضفاض فأنكر ان يكون قاله قافية فقال له أهل المجلس قد قلت فقلت وما معنى ذئب غاض قال الذي يأكل الغضا فقلت استنوق الجمل يا أبا بكر فما معنى ان الغضا في مثل ذاك تغاضي فان الغضا لا اعرفه بمعنى الاغضاء فقال ما قلت فأنكر البيت جملة فقلت يا ويحك ما أغناك عن بيت تهرب منه وهو يتبعك فقل لي ما معنى قراض فلم أسمعه مصدرا من قرضت الشعر ثم دخل الرئيس أبو جعفر والقاضي أبو بكر الحربي والشيخ أبو زكريا الحيري وزاد في الوشاح والشيخ أبو رشيد المتكلم وطبقة من الأفاضل مع عدة من الأراذل فيهم أبو رشيدة فقلت ما أحوج هذه الجماعة إلى واحد يصرف عنهم عين الكمال وقال الرئيس قد ادعيت عليه أبياتا أنكرها فدعوني من البديهة على النفس واكتبوا ما تقولون فقلت: