قذى وفي حلقك اذى وفي صدرك شجى فقلت يا أبا بكر على الألف تريد بفيك البرى وعلى هامتك الثرى واتى باسجاع أخرى تشتمل على ألفاظ بذيئة نصون كتابنا عن ذكرها فقال أيها الأستاذ السكوت أولي بك ومالوا إلي فقالوا ملكت فاسجع فابى أبو بكر ان يبقي لنفسه حمة لم ينفضها فقال والله لأتركنك بين الميمات فقلت ما معنى الميمات فقال بين مهزوم ومهدوم ومهشوم ومغموم ومحموم ومرجوم ومحروم فقلت وأتركك بين الميمات أيضا بين الهيام والصدام والجذام والحمام والزكام والسام والبرسام والجذام والسقام وبين السينات فقد علمتنا طريقة بين منحوس منخوس منكوس معكوس متعوس محسوس معروس. وبين الخاءات فقد فتحت علينا بابا بين مطبوخ مشدوخ منسوخ ممسوخ مفسوخ. وبين الباءات فقد علمتني الطعن وكنت ناسيا بين مغلوب ومسلوب ومرعوب ومصلوب ومركوب ومنكوب ومنهوب ومغصوب. ثم خرجت واحتجر ولم يظهر أبو بكر حتى حضر الليل، وقال صاحب الوشاح فخرج البديع وأصحاب الشافعي يعظمونه بالتقبيل والاستقبال والاكرام والاجلال وما خرج الخوارزمي حتى غابت الشمس وعاد إلى بيته وانخذل انخذالا شديدا وانكسف باله وانخفض طرفه ولم يحل عليه الحول حتى خانه عمره وذلك في شوال سنة 383.
انتهى ما أوردنا نقله من رسائل البديع ووشاح الدمية من خبر المناظرة. ومنها يعلم انتشار اللغة العربية والأدب العربي في بلاد العجم في ذلك الزمان وقد تراجع ذلك في هذا العصر وقبله حتى أصبح أثرا بعد عين كما أنه يظهر مما مر عن اليتيمة من أنه أقام مدة بجرجان على مداخلة الإسماعيلية والتعيش في أكنافهم أنه كان يلبس لكل حالة لبوسها فهو مع الشيعة شيعي ومع أهل السنة سني ومع الإسماعيلية إسماعيلي.
مشايخه في معجم الأدباء عن أبي شجاع في تاريخ همذان وفي أنساب السمعاني روى عن أبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا الأديب وعيسى بن هشام الأخباري اه أقول يظهر مما مر عن الحصري في زهر الآداب أن عيسى بن هشام اسم لغير مسمى وأنه مثل أبي الفتح الإسكندري حيث قال عن مقاماته أنه وقفها بين رجلين سمى أحدهما عيسى بن هشام والآخر أبا الفتح الإسكندري الخ وقد سمعت قول الثعالبي أنه ورد حضرة الصاحب بن عباد فتزود من ثمارها وحسن آثارها ويمكن أن يكون فيه إشارة إلى اخذه من علمه وأدبه.
تلاميذه في معجم الأدباء عن أبي شجاع روى عنه القاضي أبو محمد عبد الله بن الحسن النيسابوري وأخوه لأبيه وأمه محمد بن الحسين أبو سعد الصفار الفقيه مفتي البلد.
مؤلفاته 1 المقامات مطبوعة وبها اقتدى الحريري في مقاماته وقد سمعت قول الثعالبي أنه أنشأ أربعمائة مقامة ولكن مقاماته المطبوعة إحدى وخمسون ولها ملحق من الملح والمقامات يسير فلعل هذا منتخبها 2 الأمالي ذكره في كشف الظنون ويمكن أن يكون هو المقامات 3 كتاب رسائله طبع غير مرة 4 مناظرته مع أبي بكر الخوارزمي مطبوعة مع رسائله ومر أكثرها.
شئ من رسائله ومقاماته من رسالة له إلى ابن أخته أنت ولدي ما دمت والعلم شانك والمدرسة مكانك والمحبرة حليفك والدفتر أليفك فان قصرت ولا إخالك فغيري خالك والسلام.
ومن كتاب له إلى شيخه أبي الحسين أحمد بن فارس اللغوي المشهور وقد بلغه أنه ذكر في مجلسه فقال إن البديع قد نسي حق تعليمنا إياه وعقنا وشمخ بأنفه عنا والحمد لله على فساد الزمان وتغير نوع الإنسان فكتب إليه:
نعم أطال الله بقاء الشيخ الامام أنه الحما المسنون وإن ظنت الظنون والناس لآدم وإن كان العهد قد تقادم وارتكبت الأضداد واختلط الميلاد:
والشيخ يقول فسد الزمان أ فلا يقول متى كان صالحا في الدولة العباسية فقد رأينا آخرها وسمعنا بأولها أم المدة المروانية وفي أخبارها لا تكسع الشول باغبارها (1) أم السنين الحربية:
والرمح يركز في الكلى * والسيف يغمد في الطلى ومبيت حجر في الفلا * والحرتين وكربلا أم البيعة الهاشمية وعلي يقول ليت العشرة منكم براس من بني فراس أم الأيام الأموية والنفير إلى الحجاز والعيون إلى الاعجاز أم الامارة العدوية وصاحبها يقول وهل بعد البزول إلا النزول أم الخلافة التيمية وصاحبها يقول طوبى لمن مات في نأنأة الاسلام أم على عهد الرسالة ويوم الفتح قيل اسكتي يا فلانة فقد ذهبت الأمانة أم في الجاهلية ولبيد يقول:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم وبقيت في خلف كجلد الأجرب أم قبل ذلك وأخو عاد يقول:
بلاد بها كنا وكنا نحبها * إذ الناس ناس والزمان زمان أم قبل ذلك وروي عن آدم ع:
تغيرت البلاد ومن عليها * ووجه الأرض مغبر قبيح أم قبل ذلك وقد قالت الملائكة أ تجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء وما فسد الناس وإنما أطرد القياس ولا ظلمت الأيام إنما امتد الاظلام وهل يفسد الشئ إلا عن صلاح ويمسي المرء إلا عن صباح ولعمري لئن كان كرم العهد كتابا يرد وجوابا يصدر أنه لقريب المنال وأني على توبيخه لي لفقير إلى لقائه شفيق على بقائه منتسب إلى ولائه شاكر لآلائه ما نسيته ولا أنساه وإن له بكل كلمة علمنا منارا ولكل حرف أخذته منه نارا ولو عرفت