بدأ ثانية يستعد للهجوم على خراسان، فجاءهم نبا وفاة بايزيد خان واستلام السلطان سليم ابنه للسلطة ومجئ السلطان مراد عم السلطان سليم.
بيجي ئيل تسعمائة وعشرين، السنة الخامسة عشرة للجلوس: عام القرد يوم النوروز يوم الأحد الرابع عشر من شهر محرم الحرام لقد أبلغ جلالته قبل هذا أن محمد تيمور خان بن شيبك خان ومعه عبيد خان توجها إلى مرغاب، ومنها إلى مشهد المقدسة واحتلا أراضي مرو حتى أسفرائين، ولما كانت المعونة الغذائية قد شحت في هرات دار السلطنة بسبب القحط والغلاء، فإن حسين بيك لله وأحمد سلطان صوفي أغلي لم يجيزا الوقوف والمكوث، فتوجها إلى العراق (1) عن طريق طبس وسيستان. وقد علم تيمور سلطان عن هذا الأمر فوصل إلى هرات ونزل في بستان جهان آرا وقتل جمعا كبيرا من أهالي تلك البلاد من الشيعة.
لقد غضب النواب الخاقان مما جرى، فأرسل السلطان خليل حاكم شيراز ووصل جلالته مكرما معززا إلى منطقة الري. وهناك أصدر أمرا بتعيين الأمير عبد الباقي أميرا للأمراء ومير سيد شريف لمنصب الصدارة كما زوج ابنة مير عبد الباقي إلى مير سيد شريف. فلما سمع عبيد خان في مدينة مشهد خبر توجه النواب الخاقان هرب وذهب إلى بخارا، وكذلك فان محمد تيمور وقادته غادروا هرات إلى سمرقند. وانتهز أبو القاسم بخشي الفرصة وبادر مع جمع من أنصاره بالتحصن، وكان أبو القاسم هذا قد كسب بعض الصيت في عهد السلطان حسين ميرزا.
وأصدر النواب الخاقان أمرا بتعيين زينل خان شاملو حاكما على تلك البلاد، كما عطف على ديو سلطان روملو وعينه حاكما على بلخ وملحقاتها، وعين الأمير سلطان موصلو حاكما على قايين. كما أوفد شاهرخ خان أفشار لاحتلال أراضي قندهار وكرمسيرات. ولما وصل شاهرخ خان إلى ضواحي قندهار، أسرع شجاع بيك حاكمها للتشرف بجلالته حاملا معه الهدايا الثمينة، وحظي بعطف صاحب الجلالة. ولما كان دده بيك حاكم مدينة مرو قد غادر قلعة مرو خوفا من محمد تيمور خان ولجا إلى بلاط جلالته، فان صاحب الجلالة غضب من هذا الأمر وأمر بالباسه ملابس النساء وأركبه على الحمار، وأمر بان يجال به في محلات المدينة ليكون عبرة للآخرين.
وأرسل مير عبد الباقي ومعه جايان سلطان إلى نساء أبيورد لدفع جمع من الأشرار الذين كانوا قد هاجموا السلطان محمد بايقرا بن أبو الحسن ميرزا بن السلطان حسين وأنجز هذان مهمتهما بأحسن حال وعادا إلى أصفهان. كما عاد موكب جلالته كذلك إلى أصفهان.
تخاقوى ئيل تسعمائة وإحدى وعشرين، السنة السادسة عشرة للجلوس:
عام الدجاج يوم النوروز يوم الاثنين الخامس والعشرون من شهر محرم الحرام علم النواب الخاقان أن السلطان سليم حاكم الروم توجه نحو آذربيجان على رأس عشرين ألفا من الجند فتوجه النواب الخاقان مع عساكره المظفرة إلى تلك البلاد، كما انضم إلى الموكب الملكي بالقرب من جورس، خان محمد خان حاكم تلك الديار ومعه جمع كبير من أفراد القزلباش وعساكر آذربيجان.
وقد تلاقى الفريقان في صحراء جالدران في يوم الأربعاء الثاني من شهر رجب. فاصطف الجيش، فكان على الميمنة كل من خان محمد خان حاكم ديار بكر، وساروبيره قورجي باشي استاجلو وأخوه ودورمش خان شاملو ونور علي خليفة روملو وخلفا بيك وحسن بيك لله وخليل سلطان ذو القدر. وعلى الميسرة خان سلطان استاجلو ولد بابا الياس جاوشلو وجمع آخر. وكان السيد محمد كمونة ومير عبد الباقي وكيل ومير سيد شريف الصدر مع النواب الخاقان في القلب. وقد تقرر بين السلطان صاحب القران والسلطان سليم بان لا يستخدم الجانبان مدفعيتهما. وكان أفراد القزلباش يقومون بواجبهم خير قيام إلى أن ضاق الأمر في النهاية على جيش الروم، فامر السلطان سليم باستخدام المدفعية بعد أن خدع جماعته، فكان أن ذهب من جيش القزلباش خمسة آلاف قتيل، فثارت حمية النواب صاحب القران وبرزت رجولته فسل السيف معتمدا على قوة ذراعه وعز من قائل ومن يتوكل على الله فهو حسبه فتوكل على الله مستمدا من حيدر الكرار، وخاض المعركة وهو ينادي يا علي، وضرب بسيفه ضربة حطم أغلال المدفعية، وتوجه نحو السلطان سليم فوقف مالقوج أغلي وهو أحد كبار عساكر الروم ومعه فوج من الروم على طريق النواب الخاقان ولكن جلالته وبعون حيدر الكرار أنزل ضربة بسيفه على رأس ذلك الخائن ففلق خوذته ورأسه ودرعه حتى خاصرته فوقع من فوق جواده، كما قتل جلالته جمعا مثيرا من أفراد الروم، فوصل إليه جمع كبير من حاشيته من الصفويين وأحاطوا بجواده وأعادوه، وهنا استغل جماعة الروميين المشؤومين الفرصة وهاجموا قلب العسكر وقتلوا خان محمد خان استاجلو وأولاده وبابا إلياس جاوشلو والسلطان ميرزا أفشار والسيد محمد كمونة ومير عبد الباقي الوكيل ومير سيد شريف الصدر وساروبيره قورجي باشي وحسين بيك لله وخان محمد خان حاكم ديار بكر وجمعا كبيرا آخر.
ولما علم النواب الخاقان بهذا الحادث عاد إلى العراق وتوجه نحو أراضي درجزين ودخل السلطان سليم مدينة تبريز دار السلطنة، وبقي فيها أياما وقد تأسف النواب الخاقان لما وقع وأخذ يفكر في تدبير الأمور. ومنح جلالته الصدارة إلى السيد عبد الله والاشراف على الديوان إلى ميرزا شاه حسين الأصفهاني وأمير الأمراء إلى جايان سلطان وحكومة ديار بكر إلى قراخان سلطان شقيق خان محمد خان استاجلو. وبعد أيام فوض الصدارة إلى مير جمال الدين محمد الاسترآبادي. وفي هذه السنة لما سمع الأوزبك بانشغال الموكب الملكي في آذربيجان، هاجموا مدينة هرات ونهبوها.
ايت ئيل تسعمائة واثنين وعشرين، السنة السابعة عشرة للجلوس:
عام الكلب يوم النوروز يوم الثلاثاء السادس من شهر صفر توجه النواب الخاقان إلى مدينة أردبيل لزيارة آبائه العظام طالبا منهم العون والمساعدة ثم نزل في مصيف سهند. وتشرف بمقابلته الأمير سلطان حاكم قائين وعرض على جلالته تقريرا عن سوء الأحوال في ولاية خراسان. وقدم ديو سلطان من مدينة بلخ تقريرا مماثلا. وعطف النواب الخاقان على الأمير سلطان ومنحه منصب اللكي ولقبه بالخان. ثم توجه مع جمع من القوات إلى خراسان. ففوض حكومة تلك البلاد إلى ولده الأكبر طهماسب ميرزا وأعطى الصدارة إلى مير غياث الدين محمد